أكد مشاركون في ندوة حول الجهوية الموسعة والحكم الذاتي اليوم الخميس بمراكش، أن هذا الجهوية الموسعة ستعطي انطلاقة جديدة للتنمية الجهوية ولتكريس الديمقراطية المحلية. وأشاروا، خلال هذا اللقاء المنظم في إطار الملتقى الوطني الأول للثقافة الحسانية، بجهة مراكش تانسيفت الحوز ( من 1 الى 7 نونبر) ، إلى أن هناك جهودا كبرى تبذل من أجل بلورة تصور سيساهم في تعزيز التجربة التي يعيشها المغرب. واعتبر المتدخلون أن الجهوية الموسعة تكتسي أهمية قصوى باعتبارها لبنة أساسية لتدعيم المؤسسات في ترسيخ الديمقراطية وتفتح المجال أمام الدينامية السياسية الجديدة التي يعرفها المغرب سواء على مستوى التنمية الاقتصادية أو الديمقراطية المحلية. وأبرزوا أن الجهوية الموسعة تعد هي نمطا جديدا للتدبير الديمقراطي للمجال الترابي وورشا جاء كتتويج لعدد من المحطات التنموية التي دشنها المغرب، انطلاقا من مفهوم اللامركزية إلى غاية مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، موضحين في هذا الصدد، أن هذا المقترح الذي تقدم به المغرب لحل أقدم نزاع بالقارة الأفريقية يعتبر جديا ويتمتع بالمصداقية الدولية. وأشاروا الى أن مقترح الحكم الذاتي واقعي ويرضي جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع، و يعطي الحق والاستقلالية للساكنة الصحراوية في تدبير شؤونها الاقتصادية و الاجتماعية بنفسها، مؤكدين في هذا السياق أن الحل الأمثل و الأنسب يكمن في تطبيق هذا المقترح الذي من شأنه الحفاظ على الاستقرار والتوازن من جهة، واحترام هوية و ثقافة وتاريخ سكان الأقاليم الصحراوية المغربية من جهة ثانية . واعتبروا أن المجتمع المدني بكل مكوناته شريك أساسي في صنع القرار و أن التطور الذي حدده المغرب من خلال التعديلات التي همت الدساتير و إحداث مجموعة من المؤسسات جعلته يسير في اطار الحداثة و الديمقراطية وهو المنحى الطبيعي للتطور التاريخي الذي يجعل من الفضاء الجهوي المستوى الملائم للتنمية الترابية. وبعد أن استعرضوا مجموعة من تجارب العديد من الدول حول الجهوية الموسعة والحكم الذاتي، أبرز المشاركون أن هذا الورش يعد بالنسبة للمغرب خيارا وجيها نظرا لإجماع كل القوى الوطنية حوله وللارادة السياسية للمملكة لتحديث هياكلها خاصة في ما يتعلق بالمقاربة التشاركية ودعم الحكامة الجيدة . وتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم ندوة حول "الثقافة الحسانية أحد مكونات الهوية المغربية" ومعرض لأعمال ومنتجات العديد من الجمعيات النشيطة بالأقاليم الصحراوية المغربية، وسيتوج بتنظيم سهرة فنية للفن الحساني.