جرت بعد ظهر اليوم الجمعة بالرباط مراسيم تشييع جثمان الزجال المغربي محمد الزياتي الإدريسي، الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 65 عاما، بعد مرض لم يمهله طويلا. وبعد صلاتي الجمعة والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة لعلو حيث ووري الثرى، في موكب جنائزي بحضور عدد من الفنانين وأصدقاء وأسرة الفقيد.
وتليت، بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم قبل أن ترفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم.
واعتبر عدد من الشخصيات الفنية الحاضرة في هذه المراسيم في شهادات أدلت بها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن وفاة محمد الزياتي الإدريسي، تعد خسارة كبيرة للزجل المغربي والأغنية المغربية، مستحضرين مناقب الفقيد وخصاله المهنية والإنسانية.
وفي هذا السياق، قال الفنان المغربي نعمان لحلو إن "الفقيد كان همه هو الإبداع الفني ولا شيء آخر " مشيرا إلى أنه جمعته بالراحل عدد من الأعمال منها على الخصوص أوبريت بعنوان (حكاية حب وبيت) وأغنية (ما تفكرنيش).
وقال الفنان محمد الغاوي، إن معرفته بالراحل امتدت لأزيد من ثلاثين سنة، شهدت مجموعة من الأعمال الغنائية المشهورة مثل (ما حلاها ليلة) و(شكون يسخا بيكم).
ومن جانبه، تحدث الفنان إبراهيم بركات عن بداية تعامله مع الزجال الراحل، مذكرا بهذا الخصوص بالأغنية الوطنية (سمعا للعرش) من ألحان حسن ميكري، مضيفا أن الفقيد، الذي كان يعمل في صمت، كانت لديه كلمات موزونة ويحسن في اختيار المواضيع.
يذكر أن الراحل الزياتي الإدريسي، وهو من مواليد مدينة الرباط سنة 1944، كان يعمل أستاذا في سلك التعليم الابتدائي، ويحرص على كتابة قصائده ومقطوعاته باللغة الثالثة التي ليست بالفصيح الذي يصعب فهمه ولا بالدارجة التي لا ترتاح لها الأسماع.
وإضافة إلى المقالات والخواطر والقصائد الزجلية التي كان ينشرها في العديد من الصحف الوطنية، فقد خلف الراحل ديوان زجل غنائي عنونه ب`"ليلي طويل" المقطوعة التي
طبقت شهرتها الآفاق بكلماتها الرقيقة العذبة ولحنها البديع المنساب، وكرست مكانته في الزجل المغربي، والتي حازت سنة 1972 على الأسطوانة الذهبية العالمية.