تم اليوم الجمعة بغاند ببلجيكا، في إطار المؤتمر السنوي ال12 حول تدبير المؤسسات السجنية، إبراز تجربة المغرب في مجال إعادة ادماج السجناء التي تشرف عليها مؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء من خلال على الخصوص، برنامج سيوسيو مهني مندمج. وأكد منسق المؤسسة السيد عز الدين بلماحي في كلمة أمام ممثلي أزيد من 40 دولة مشاركة في هذا الحدث العالمي، الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لوضعية هذه الشريحة من المجتمع، وكذا انخراط كافة مكونات المجتمع من أجل إعادة ادماج ناجح للسجناء في الحياة الاجتماعية والمهنية. وذكر أن مؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء عملت منذ انشائها سنة 2002، على تحويل الفضاء السجني من مكان تسلب فيه الحرية إلى فضاء لإعداد السجناء لإعادة الاندماج في الحياة العملية. كما اعتمدت المؤسسة برنامجا مندمجا من أجل تمكين نزلاء المراكز السجنية من اكتساب المعارف والتسلح بالآليات من خلال التكوين المهني والتعليم والأنشطة الثقافية والرياضية. وأوضح السيد بلماحي أن عملية إعادة الاندماج السوسيو مهني ترتكز على محورين، يتعلق الأول بالإعداد لإعادة الاندماج التي تواكب السجين خلال فترة الاعتقال، والمصاحبة بعد قضاء العقوبة السجنية. ويهم المحور الأول حاجيات الأسرة، والصحة القضايا الإدارية والقضائية والتكوين والتعليم، في حين يتعلق الثاني بمواكبة السجين بعد خروجه من السجن لضمان إعادة اندماجه الفعال في الحياة المجتمعية والعملية. وبعد أن أشار إلى أن هذه الترسانة تم تفعيلها حاليا ب38 مؤسسة سجنية في أفق تعميمها على مجموع السجون بالمغرب، سجل السيد بلماحي أن المؤسسة تسهر على تنفيذها بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والقطاعات المعنية والتعاون الدولي والمقاولة المواطنة والمجتمع المدني. وعبر من جهة أخرى عن ارتياحه للنتائج الإيجابية المسجلة، مستحضرا على سبيل المثال معدل حالات العود الذي لا يتجاوز 3 في المائة. وفي معرض استعراضه لآفاق المؤسسة، أشار السيد بلماحي الانتباه إلى أن برنامج إعادة الإدماج السيوسيو مهني سيشمل الرفع من عدد مؤسسات التكوين التي ستنتقل إلى 49 خلال 2012 مقابل 40 حاليا وعدد المتدربين الذي سينتقل من 4 آلاف و 92 خلال 2010 إلى 6 آلاف و350 سنة 2012. وأشار في هذا الصدد إلى أن التكوينات المتوفرة حاليا بهذه المراكز استفاد منها 9 آلاف و762 سجين في مجالات التعليم (4 آلاف و491) والتكوين المهني (4 آلاف و92) والتكوين الفلاحي (ألف و179)، موضحا أن العدد الإجمالي المرتقب للمستفيدين ما بين سنتي 2011 و2012 سيبلغ 15 ألف و856. ويشارك 44 بلدا من أوربا وأمريكا والعالم العربي وإفريقيا في هذه اللقاء الدولي المنظم من قبل المديرية العامة للمؤسسات السجنية ببلجيكا حول موضوع "بناء الجسور". وتطرق المشاركون إلى العديد من القضايا ترتبط، بالأساس، بإعادة إدماج السجناء وتدبير المؤسسات السجنية.