أكد منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء عز الدين بلماحي أن المغرب، في إطار التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، يقود حاليا تجربة نموذجية في مجال إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للسجناء. وأضاف بلماحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أمس الأربعاء بمراكش، على هامش الأيام الدراسية التي تنظمها لفائدة مدراء المؤسسات السجنية من 14 إلى 16 أبريل الجاري مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والجمعية من أجل التربية والتكوين بالخارج ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة، أن هذه التجربة تعتبر متميزة مقارنة مع دول أخرى تنهج المسار الديمقراطي. وأوضح، في الإطار ذاته، أن هذه التجربة تعتبر رائدة يمكن اتباعها وأخذها بعين الاعتبار كنموذج بالنسبة لدول العالم الثالث. وأشار بلماحي إلى أن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمندوبية العامة لإدارة السجون والإدماج تعملان من أجل تغيير الفضاء السجني المغلق إلى فضاء لإعادة التأهيل والإدماج، مبرزا أن الهدف هو جعل الفضاء السجني فضاء لإعادة التربية، من خلال وضع آليات وإمكانيات معرفية تمكن السجين من الاندماج داخل المجتمع وفي عالم الشغل مع احترام تام للقوانين الجاري بها العمل. وحول تنطيم هذه الأيام الدراسية، أوضح منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء أن اختيار موضوع "تدبير النزاعات والوساطة في خدمة إدارة السجون" يدخل في إطار التكوين المستمر لمدراء المؤسسات السجنية للقيام بهذه المهمة على أحسن وجه وإعداد السجناء لإدماج اجتماعي ومهني وداخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي بعد الإفراج عنهم. ولاحظ، في نفس السياق، أن هذه الآليات ستمكن السجناء من التمتع بالاستقلال الذاتي بعد إطلاق سراحهم وجعلهم مواطنين يتمتعون بكل حقوق المواطنة ينخرطون ويساهمون في تنمية بلدهم من دون أن يكونوا عبئا على أنفسهم أو على أسرهم أو على المجتمع. وأبرز بلماحي أن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء قدمت لوزارة العدل مجموعة من الاقتراحات من بينها الوساطة كآلية لحل النزاعات درء لإرسال أشخاص امام المحاكم والحكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية. ويتضمن برنامج هذه الأيام الدراسية مواضيع تهم، على الخصوص، عرض "حصيلة وآفاق توسيع آلية الإدماج الاجتماعي والمهني" و"الوساطة وتدبير النزاعات من خلال تجربة منظمة البحث عن أرضية مشتركة بالمغرب" و"إدارة النزاعات في عملية إدماج السجناء" و"أهمية التواصل قي الحياة السجنية وأهمية حل النزاعات" و"الوساطة كوسيلة لإعادة تأهيل السجناء الشباب".