أكد المشاركون خلال جلسة عامة من أشغال الندوة الدولية الثالثة حول الحكامة العالمية (وورلد بوليسي) على ضرورة إعداد معاهدات دولية و إعطاء نفس جديد للحكامة ومضاعفة تنظيم ندوات و منتديات حول هذا الموضوع. ودعا المتدخلون خلال هذه الجلسة التي شاركت فيها وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة بالتنمية الإقتصادية الرقمية السيدة ناتالي كوسيو سكو موريزت ، والمنظمة حول موضوع "الحكامة في الفضاء التخيلي " ، إلى تعزيز الشراكة وتبادل المعلومات حول نقاط الضعف في الشبكات و في النماذج الجديدة وذلك من أجل حماية المعلومات ،مبرزين في هذا الإطار أن المناقشات بشأن الحكامة صعبة ومعقدة ،بحيث يجب على الدول أن تلعب دورا أساسيا خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية الرقمية الى جانب خلق أساليب جديدة محصنة و مؤمنة. وشدد المتدخلون ،على أهمية إنشاء منظمة على غرار منظمة الصحة العالمية للتصدي للتهديدات التي يشكلها الفضاء الإلكتروني ومنح دينامية جديدة لتنشيط دور المجتمع المدني في هذا الاتجاه ، موضحين في هذا السياق أن الحكامة يجب أن تحمي الدول والأشخاص كون العالم يشهد تطورات سريعة ،وان التكنولوجيا لم تصبح لها حدود والجريمة في تزايد مستمر و الشركات في حاجة الى خدمات الأنترنيت . كما سلطوا الضوء على مساهمة الإنترنيت في المعرفة التي لم تعد حكرا على أحد، مشددين على أن هذا الفضاء لازال هشا ويمكن أن يتطور ويولد التبعيات بل ويتسبب في الكثير من التهديدات . و أكدوا أيضا على الحاجة الماسة إلى حكامة للانترنيت والتي تتطلب احترام حرية التعبير والخصوصية وضريبة المنافسة وناقش المشاركون خلال هذه الجلسة قضاياالإرهاب والجريمة عبر الحاسوب ،والحق في حماية المعلومات الشخصية ، وكذا إمكانية جهوية اللإنترنيت والهوة الرقمية . تجدر الاشارة الى أن هذه التظاهرة, التي انطلقت سنة 2008 والتي تنظم للسنة الثانية على التوالي بمدينة مراكش, يشارك فيها حوالي 150 من الشخصيات المرموقة من ضمنها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ورئيس البنك المركزي الأوربي جان كلود تريشي وسفير كوريا لدى مجموعة ال20, السيد أهن هويونغ. وتعد الندوة الدولية حول الحكامة العالمية بمثابة منتدى دولي مستقل للتفكير الجماعي وتبادل وجهات النظر بين صناع القرار بخصوص التحديات الراهنة بهدف تحسين الحكامة في أبعادها العالمية والإقليمية والجيوسياسية والسياسية والاقتصادية والمالية. وتنظم هذه الندوة من طرف المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية, وهو مركز مستقل لتحليل القضايا الدولية وفضاء يجمع الفاعلين والمحللين الدوليين للتفكير الحر والمعمق في الرهانات الكبرى التي يشهدها العالم.