تستعد مدينة مراكش لاحتضان الندوة الدولية الثالثة حول الحكامة العالمية في كل تجلياتها (وورلد بوليسي) التي ستنظم خلال الفترة ما بين 15 و17 أكتوبر الجاري. ويشكل هذا الملتقى العالمي، المنظم من قبل المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، أرضية مناسبة لمناقشة مختلف القضايا الآنية المرتبطة بالحكامة الدولية الشمولية والجهوية، والسياسية (الأمن) والاقتصادية أو المالية والعامة والخاصة (الطاقة والصحة...). وحسب المنظمين، فإن ندوة "وورلد بوليسي" تندرج في إطار خاص أصبحت معه الدول في ظل العولمة وبشكل متسارع في حاجة ماسة الى بعضها البعض، في وقت يسجل فيه غياب حكامة ملائمة وهشاشة المؤسسات المتواجدة ضمنها مجموعة ال20، والتي من شأنها أن تولد آزمات محتملة، موضحين أنه من بين مهام "وورلد بوليسي" هو المساهمة في احتواء هذه المخاطر المحتملة وتدبير اختلالات النظام الدولي. ولهذه الغاية اختار المنظمون لهذه الدورة برنامجا غنيا وحافلا من خلال تنظيم موائد مستديرة ونقاشات وورشات موضوعاتية تعالج بالخصوص قضايا "الانخراط في مجال الحكامة المرتبطة بالمناخ والمواطنين والصحة"، و"الحكامة الاقتصادية والمالية" و"حكامة الفضاء المتعدد الاستعمالات" و" مجموعة ال20 ومستقبلها" و" تركيا والشرق الأوسط". وستحضى الدول الصاعدة كتركيا والهند وكوريا الجنوبية بشرف الدورة الثالثة ل"وورلد بوليسي"، والتي تنعقد قبل بضع أسابيع من اجتماع مجموعة ال20 المزمع تنظميها بسيول خلال شهر نونبر المقبل. وستعرف هذه الدورة حضور حوالي 120 مشاركا رفيع المستوى يمثلون شخصيات من عالم السياسة الدولية ضمنهم الأمين العام للامم المتحدة السيد بان كيمون، وجان كلود تريشي رئيس البنك المركزي الاوروبي، وآن يو يونغ سفير كوريا لدى مجموعة ال20، وكمال ديرفيس من معهد بروكلينز، وحسين ديريوز مستشار رئيسي للامين العام لمنظمة الحلف الأطلسي الشمالي (أوطان) والمستشار الخاص السابق للرئيس التركي عبدالله غول وجواكين ألمونيا نائب رئيس اللجنة الاوربية. وحسب المنظمين فإن هذه الدورة ستعرف كذلك مشاركة كل من الدكتور محمد إبراهيم مؤسس ورئيس مؤسسة "مو إبراهيم"، وماري روبينسون أول امرأة تولت منصب رئيسة إريلندا ما بين 1990 و1997، و جان دافيد لوفيت مستشار دبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي، وناتالي كوسييسكو موريزيت كاتبة الدولة في الحكومة الفرنسية مكلفة بالتنمية الاقتصادية الرقمية، فضلا عن مسؤولي منظمات دولية وشركات متعددة الجنسيات، وأرباب كبريات المقاولات، وخبراء وباحثين. وتعد ندوة "وورلد بوليسي" بمثابة فضاء للنقاش والتبادل بين مختلف الفاعلين والخبراء والاكاديميين والإختصاصيين من أجل تحسين الحكامة الدولية واستجماع كافة الجهود لأجل المصلحة العامة. وتجمع ندوة "وورلد بوليسي" التي أحدثت سنة 2008 بمبادرة من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، كل سنة شخصيات من رجال السياسة ومسؤولي منظمات دولية ورؤساء أكبر الشركات وخبراء مرموقين وصحفيين حول رؤساء دول وحكومات من أجل تطوير النقاش الجماعي حول التحديات الآنية. ويعتبر المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، الذي يضم حاليا حوالي 50 شخصا والذي أحدث سنة 1979، بمثابة أول فضاء فرنسي مخصص لتحليل القضايا الدولية، ومن بين مهامه خلق نقاش حر وعميق حول أكبر التحديات المعاصرة. تجدر الاشارة الى أن المشاركين في الدورة الثانية ل"وورلد بوليسي" ناقشوا مواضيع تهم "الحكامة السياسية" ،و"القانون الدولي" ،و"الحكامة الاقتصادية والمالية" ،و"حركات الهجرة" ،و "الطاقة والمناخ" ،و "الصحة والبيئة" ،و "الماء والفلاحة والتغذية".