دعا شيوخ وأعيان القبائل ومنتخبي الأقاليم الصحراوية الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون للضغط على الجزائر من أجل ضمان سلامة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وإطلاق سراحه دون قيد أو شرط. ونددوا، في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تمت تلاوتها خلال اللقاء التضامني الذي عقدوه اليوم الجمعة بمنزل والد مصطفى سلمة بالسمارة، بعملية الاختطاف التي تعرض لها مصطفى من طرف ميليشيات "البوليساريو" بأوامر من السلطات الجزائرية، مطالبين الأمين العام بالتدخل العاجل من أجل رفع الحصار المضروب على أفراد أسرته وكافة المحتجزين بمخيمات تندوف. واعتبروا اعتقال ولد سيدي مولود عملا دنيئا منافيا لكل الأعراف والمواثيق الدولية ومساسا بكرامة حقوق الإنسان، مبرزين أن هذا العمل ما هو إلا نموذج لما يقترفه يوميا قادة "البوليساريو" من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضدا على المحتجزين بمخيمات تندوف. وأشاروا إلى أن الجزائر تسعى جاهدة إلى قمع حرية التعبير بهذه المخيمات خاصة بعد التحول الذي شهدته قضية الصحراء، والعودة المكثفة إلى أرض الوطن للمحتجزين بمخيمات لحمادة، والدينامية التي أفرزتها مبادرة الحكم الذاتي التي حظيت بتجاوب واسع من قبل المنتظم الدولي والقوى العظمى بالعالم. وأوضحوا أن اعتقال ولد سيدي مولود مثال صارخ على الخروقات ومحاولة تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الحرة ومصادرة حقوق وحريات الصحراويين الذين يعبرون عن قناعتهم المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها مبادرة جدية وذات مصداقية. وسجلوا أن هذا العمل الشنيع الذي أقدمت عليه "البوليساريو" يأتي أياما قليلة بعد رفضها تمكين مجموعة من الصحراويين المنحدرين من إقليمالسمارة من زيارة أقاربهم بمخيمات تندوف في إطار برنامج تبادل الزيارات العائلية كأحد تدابير بناء الثقة التي تشرف عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وذكروا بالاعتقالات التعسفية التي تعرض لها مجموعة من الصحراويين المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف خلال الأيام القليلة المنصرمة بتهم واهية ومزيفة لا أساس لها من الصحة لتنضاف إلى سلسلة الخروقات اليومية التي تطال الإنسان الصحراوي المحتجز ومصادرة حقه في التعبير والتنقل والعيش الكريم. ونوهوا بالمجهودات التي تبذلها هيئة الأممالمتحدة في سبيل إيجاد حل للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، معبرين عن تشبثهم القوي بمبادرة الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة كحل ديمقراطي منصف لهذا النزاع الذي طال أمده. وكان السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي أعلن في بداية غشت المنصرم, خلال ندوة صحفية عقدها بمدينة السمارة، عزمه على العودة إلى مخيمات تندوف بغية الدفاع عن المقترح المغربي المتعلق بمشروع الحكم الذاتي، قد تم اعتقاله مساء الثلاثاء الماضي، بمجرد دخوله نقطة الحدود إلى مخيمات تندوف قادما إليها من التراب الموريتاني، وتم اقتياده إلى وجهة مجهولة. وقد وجه ساعات قبل اعتقاله نداء إلى الرأي العام الصحراوي والدولي أكد فيه إصراره على الدفاع عن قناعاته رغم حالة الاستنفار والترهيب التي تسعى قيادة "البوليساريو" إلى فرضها بالمخيمات من أجل لجم الأصوات وتكميم أفواه الضمائر الحية على البوح بالحقيقة، مناشدا الأممالمتحدة وكل المنظمات الحقوقية الدولية الوقوف إلى جانبه دعما لحرية الرأي وحماية حقه في الحياة.