أعلنت البوليساريو، في بلاغ لها يوم الخميس 23 شتنبر 2010 ، أنها اعتقلت فعلا مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، ووجهت إليه تهما منها التجسس للعدو، والإخلال بالواجبات القانونية، والفرار إلى العدو وإعلان ولائه له، وإفشاء أسرار وارتكاب أعمال تجسس، مؤكدة أنه أحيل على العدالة لاتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية ذات الصلة. وجاء إقرار البوليساريو باختطاف ولد سلمة، يوما واحدا بعد اتهام المغرب لها باعتقاله فوق التراب الجزائري، بينما كان يستعد للالتحاق بأفراد أسرته في مخيمات تندوف. وندد المغرب بالاعتقال، وقال وزير الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، المملكة المغربية تعبر عن قلقها البالغ واستيائها العميق للمس بالسلامة الجسدية للسيد ولد مولود، وتدين الإجراءات التعسفية والانتقامية التي اتخذت ضد عائلته وضده هو شخصيا. وحمّل الفاسي مسؤولية ذلك لكل من الجزائر والبوليساريو، وقال إن هذه المهزلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط عن الجزائر المسؤولية الكاملة والمطلقة حيال هذا العمل المدان، وأضاف أن اعتقاله يؤكد الوضعية الشاذة التي تسود بمخيمات تندوف، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل لدى الجزائر من أجل إطلاق سراحه. وأعلن بمدينة السمارة، أول أمس، عن تشكيل لجنة عمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة من طرف أفراد أسرته وأقاربه. ونددت اللجنة باعتقاله، ودعت منظمة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والرأي العام الدولي إلى التدخل على وجه السرعة لدى البوليساريو والجزائر، التي تحتضنها وتسلحها وتمولها، من أجل ضمان سلامة مصطفى سلمة الجسدية وحمايته وإطلاق سراحه بدون قيد أو شرط، لا سيما وأن جريمته الوحيدة هي أنه عبر علانية عن رأيه. وخلف اعتقال ولد سلمة استياء كبيرا لدى الهيئات والمنظمات الحقوقية داخل المغرب وخارجه، وطالب مجلس القيادة لحقوق الانسان، وهي منظمة أمريكية غير حكومية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي اختطف أمس من قبل ميليشيات البوليساريو. كما أدان المشاركون في لقاء دولي نظم، أول أمس الأربعاء بجنيف، ما قامت به البوليساريو ضد ولد سلمة، معتبرين ذلك مناف لحرية التعبير. من جهتها، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الانسان بإطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المسؤول الأمني بالبوليساريو، كما شددت على ضرورة ضمان حقوق جميع المغاربة المحتجزين بتندوف. كما ندد الائتلاف الصحراوي للدفاع عن حقوق الإنسان، أول أمس، لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، باختطاف البوليساريو لمصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وحمّل الائتلاف الجزائر؛ سيدة وحامية البوليساريو، المسؤولية عن سلامته الجسدية. وبالأقاليم الجنوبية، أدان شيوخ وأعيان قبيلة آيت لحسن، وكذا شيوخ وأعيان قبائل الرقيبات بالعيون الاعتقال السافر لمصطفى سلمة من طرف ميليشيات البوليساريو. واعتبروا، في بيان لهم، أن هذا الاعتقال يعد تحد سافر لحرية التعبير ويبرهن على القمع الممنهج، الذي دأبت عصابة البوليساريو على نهجه ضد كل من يتجرأ على التحرر من هيمنة الفكر الوحيد المعتمد بمخيمات تندوف. وحملوا السلطات الجزائرية مسؤولية الحفاظ على سلامته، داعين الى احترام حقه في التعبير عن آرائه وتمكينه من لقاء عائلته بمخيمات تندوف. كما دعت جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا المجتمع الدولي إلى التعبئة للمطالبة بالإفراج الفوري عن مصطفى سلمة الذي تمت إدانته دون محاكمة من قبل قادة البوليساريو.