اهتمت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الجمعة، على الخصوص بقضية اعتقال السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وكذا بردود الفعل الوطنية والدولية في هذا الشأن. وهكذا، أشارت الصحف إلى الدعوة التي وجهتها المملكة المغربية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والتي دعته فيها "إلى التدخل على وجه السرعة لدى السلطات الجزائرية من أجل ضمان سلامة السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وحمايته وأفراد أسرته". كما تناقلت الصحف تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، التي أبرزت أن المغرب قام بمبادرة مماثلة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، طبقا لمهمة الحماية المناطة بها تحديدا ومسؤوليتها الثابتة تجاه الأشخاص الموجودين بمخيمات تندوف. وفي سياق متصل، كتبت جريدة (الاتحاد الاشتراكي) تحت عنوان بارز (البوليساريو تستعد لإعدام مصطفى سلمة) أن " قيادة البوليساريو قررت (محاكمة) مصطفى سلمى ولد سيدي مولود بتهمة الخيانة والتجسس، وهو ما يعتبر مقدمة لتبرير اعدامه بسبب مخالفته لرأي قيادة الانفصاليين ودفاعه علانية عن مشروع الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية". من جانبها، كتبت جريدة (رسالة الامة) تحت عنوان (سياسة كتم الانفاس على الطريقة الجزائرية) إن "حالة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود تسائل كل الضمائر الحية في العالم وتحملهم مسؤولية جسيمة ليس فقط على مستوى توفير الحماية اللازمة لإنسان ذنبه الوحيد أنه اختار الجهر بالحقيقة، ولكن أيضا على مستوى صيانة حقوق الانسان ككل من العبث الجزائري، ووضع المنظمات الحقوقية الدولية أمام سؤال المصداقية في التعاطي مع مثل هذه الحالات التي تستوجب تدخلا عاجلا، خصوصا وأن المسالة تهم حياة إنسان مهدد بالتعرض لأسوأ الاحتمالات بما فيها التصفية الجسدية". أما جريدة (المنعطف)، فقد اعتبرت أن "هذه الجريمة الجديدة في سجل تاريخ البوليساريو تستحق الادانة والاستنكار واستنهاض همم كل المدافعين عن حقوق الانسان في جميع أنحاء العالم من أجل فضح كل الممارسات المناوئة للكرامة الانسانية". من جهتها، كتبت جريدة (البيان) تحت عنوان "ولد سيدي مولود تحت رحمة سجون البوليساريو: تصعيد ضد الديمقراطية" أن "تهديدات خطيرة تجثم على حياة المفتش العام لما يسمى ب`"شرطة البوليساريو"، فحياته في خطر حسب تعبير -سفير- الجمهورية الوهمية"، مضيفة أنه "أمام هذا الاعتقال والنتائج المترتبة عنه، فإن حركة واسعة من التضامن في المغرب والخارج قد تشكلت وأسمعت صوتها". وفي نفس الاطار، واصلت اليوميات الوطنية مواكبتها لردود الفعل المنددة والمستنكرة لاعتقال مصطفى سلمة ولد سيدي مولود. وأشارت، في هذا السياق، إلى أن منظمة العفو الدولية، التي يوجد مقرها بلندن، عبرت، أمس الخميس، عن قلقها بشأن مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، داعية الطغمة الانفصالية ل"البوليساريو" إلى تقديم توضيحات بخصوص وضعه القانوني ومكان احتجازه. وأضافت أن المنظمة أكدت، في بلاغ لها أن ولد سيدي مولود، الذي يدعم مقترح الحكم الذاتي التي تقدم به المغرب من أجل تسوية قضية الصحراء تحت السيادة المغربية، "لا يتعين أن يتعرض للانتقام داخل مخيمات تندوف بالجزائر"، مذكرة بأنها دعت في رسالة بعثت بها إلى قادة انفصاليي "البوليساريو" إلى الكشف عن الوضع القانوني للسيد ولد سيدي مولود وكذا عن مكان اعتقاله. كما نقلت عن منظمة (هيومن رايتس ووتش)، للدفاع عن حقوق الانسان مطالبتها بالافراج "الفوري" عن السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، مشيرة إلى أن هذه المنظمة ذكرت الجزائر "بمسؤوليتها المتمثلة في ضرورة ضمان حقوق جميع الأشخاص المتواجدين فوق ترابها" بما في ذلك "حق السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود في التعبير عن رأيه" بكل حرية. كما اهتمت الصحف الوطنية بردود فعل الهيئات السياسية والحقوقية والجمعيات المغربية التي أجمعت على التنديد واستنكار عملية اعتقال ولد سيدي مولود، مشيرة إلى أنها أهابت بجميع الفعاليات السياسية والحقوقية الدولية المهتمة بحقوق الانسان إدانة هذه التصرفات وطالبت بالافراج الفوري عن السيد ولد سيدي مولود. رياضيا، تناولت الصحف المباريات التي ستجرى نهاية الأسبوع الجاري برسم الدورة الرابعة من منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم (القسم الأول)، ونتائج نصف نهاية البطولة العربية في كرة السلة المقامة ببيروت. أما على الصعيد الدولي، فقد شكلت الأوضاع في العراق وباكستان وكذا في الأراضي الفلسطينية المحتلة أبرز اهتمامات اليوميات الوطنية.