كما كان متوقعا، أقدمت فرق خاصة من الأمن السري لجبهة البوليساريو الانفصالية على اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود مساء أول أمس بمجرد أن تجاوز الأراضي الموريطانية ووطئت قدماه منطقة المخيمات التي تسيطر عليها أجهزة هذه الجبهة. فقد وصل مصطفى سلمى على متن سيارة رباعية الدفع ووجد في انتظاره ثلاث سيارات رباعية الدفع يوجد في داخلها مجموعة خاصة من الأمن السري التابع للبوليساريو، وعناصر من الاستخبارات الجزائرية متسترة في هيئة الأمن السري للبوليساريو).وحضرت كل هذه القوى لتنفيذ أوامر رئيس الجبهة الانفصالية ورفاقه في القيادة، واقتيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إلى مكان مجهول يبدو أن أمن البوليساريو كان قد أعده سلفا وقد يكون ولد سلمى يتعرض الى التعذيب في هذا المعتقل السري، وتجتهد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الجزائرية والتابعة لجبهة البوليساريو في الضغط والابتزاز بهدف إبراز مصطفى ولد سلمى في صورة الخائن الذي سخرته السلطات المغربية لزعزعة الاستقرار في مخيمات لايوجد فيها أصلا أي استقرار. وسجل المراقبون أمس، بداية سيادة أجواء الغضب وسط سكان هذه المخيمات وأن عائلة ولد سلمى وأعضاء من قبيلته عقدوا إجتماعات للقيام بردود الفعل اللازمة. وكان مصطفى سلمى ولد سيدي مولود قد وجه نداء مؤثرا لحظات قليلة قبل اعتقاله. أفادت وسائل إعلام دولية بأن السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود تم اعتقاله، مساء اأول أمس الثلاثاء، من قبل مليشيات «البوليساريو» بمجرد دخوله نقطة الحدود إلى مخيمات تندوف قادما إليها من التراب الموريتاني. وأضافت المصادر ذاتها أن مليشيات «البوليساريو»، التي كانت على متن سيارتين عسكريتين، اعتقلت السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المسؤول ب`»البوليساريو»، بمنطقة امهيريز واقتادته إلى جهة مجهولة. وكان ولد سيدي مولود قد أعلن في بداية غشت المنصرم، خلال ندوة صحفية عقدها بمدينة السمارة، عزمه على العودة إلى مخيمات تندوف بغية الدفاع عن المقترح المغربي المتعلق بمشروع الحكم الذاتي. وقد وجه ولد سيدي مولود، في وقت سابق اليوم، نداء إلى الرأي العام الصحراوي والدولي أكد فيه إصراره على الدفاع عن قناعاته رغم حالة الاستنفار والترهيب التي تسعى قيادة «البوليساريو» إلى فرضها بالمخيمات من أجل لجم الأصوات وتكميم أفواه الضمائر الحية على البوح بالحقيقة، مناشدا الأممالمتحدة وكل المنظمات الحقوقية الدولية الوقوف إلى جانبه دعما لحرية الرأي وحماية حقه في الحياة. وكانت الاستخبارات الجزائرية أمرت قيادة بوليساريو باتخاذ الحيطة اللازمة في ما يخص قضية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى بشرطة بوليساريو، الذي كان صرح بدعمه لمشروع الحكم الذاتي. عندما كان في زيارة إلى أهله بمدينة السمارة، بالصحراء المغربية، كما أصدرت السلطات الجزائرية تعليمات إلى بوليساريو ب التعامل الحذر” مع قضية الصحافيين المغربيين، المحتجزين في تندوف، اللذين ذهبا في مهمة لتغطية عودة مصطفى سلمى، الذي تحدى كل التهديدات بالاعتقال والقتل، وأصر على العودة إلى تندوف. وعرضت منظمتان دوليتان غير حكوميتين، هما العمل الدولي من أجل السلم والتنمية بمنطقة البحيرات الكبرى” والمركز الديمقراطي الدولي”، الاثنين، المنصرم خلال الجلسة العامة لمجلس حقوق الإنسان، حالة مصطفى سلمى، وحملتا الجزائر، صانعة وحامية “البوليساريو، المسؤولية بشأن سلامته. من جهتها، ذكرت مندوبة “المركز الديموقراطي الدولي، عائشة رحال، أن ولد سيدي مولود زار عائلته بالسمارة، جنوب المغرب في غشت الماضي، واكتشف زيف دعاية الجزائر و”البوليساريو” بخصوص الوضع في الأقاليم الجنوبية للمغرب، كما اكتشف ملاءمة المقترح المغربي بالحكم الذاتي، باعتباره وسيلة سلمية وديمقراطية لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء، لذلك قرر العودة إلى مخيمات تندوف، ومناقشة هذه الفكرة مع “بوليساريو”. وكان مصطفى سلمى ولد سيدي مولود دعا المنتظم الدولي مجددا إلى التدخل لضمان سلامته وسلامته أسرته. من جهتهم، عبر أفراد الجالية المغربية في شمال فرنسا عن تضامنهم مع مصطفى سلمى على مبادرته “الشجاعة” بالعودة إلى مخيمات تندوف، من أجل عرض المقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي في الصحراء. وأكد مغاربة شمال فرنسا، “دعمهم ومساندتهم المطلقة للمبادرة الشجاعة لمصطفى سلمى، الهادفة إلى اطلاع سكان تندوف على أهداف ومقاصد المقترح المغربي الحكيم لتسوية نزاع الصحراء، القائم لأزيد من ثلاثة عقود. وأبرز مصطفى سلمىولد سيدي مولود، أمله في وضع حد للأزمة الإنسانية للمغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، والمساهمة، بالتالي في بناء مغرب عربي كبير موحد ومتضامن. كما دعا مغاربة شمال فرنسا “الرأي العام الدولي، وجميع منظمات حقوق الإنسان في العالم، إلى دعم ولد سيدي مولود بخصوص ما يقدم عليه”، معبرين عن “إدانتهم لكافة أشكال المعاناة، التي يمكن أن تعترضه، خلال قيامه بهذا العمل النبيل والسلمي”. الاستاذ عبدالقادر العلمي رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان نستنكر بشدة اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود وندعو إلى إطلاق سراحه فورا نحن في العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان سبق أن نبهنا إلى أن التعبير عن الرأي الذي أبداه مصطفى سلمى ولد مولود هو من صميم حقه وهو قام بذلك في إطار الحرية التي تضمنها المواثيق الدولية لحقوق الانسان وبالتالي فإنه ينبغي أن يدخل المخيمات للالتحاق بأهله وذويه دون أن يتعرض لأي ضغط أو قمع يحد من حريته. وقد فوجئنا بخبر اعتقاله الذي نستنكره بشدة وفي نفس الوقت ندعو جميع المنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية بأن تسارع الى اتخاذ المواقف الضرورية والتدابير اللازمة من أجل اطلاق سراح مصطفى سلمى ولد مولود فورا. ومن أجل احترام الحريات وحقوق الانسان في المخيمات. واننا نعتبر أنه من المفروض أن تباح لكل المغاربة المحتجزين والمحاصرين في تندوف أن يعبروا عن رأيهم بحرية وأن يتاح لهم الالتحاق بوطنهم إذا أرادوا ذلك وهذا هو تقرير المصير الحقيقي الذي يعطي لكل فرد أن يقرر مصيره ويختار ما يريد. ونحن على يقين بأن الأغلبية الساحقة إن لم نقل كل الموجودين في المخيمات سيلتحقون بوطنهم وأهلهم في المغرب لأن لا أحد يمكن أن يقبل العيش في البؤس والانتهاكات والتضييق على الحريات وعزا ذلك إلى الظروف غير الإنسانية التي توجد بمخيمات تندوف . خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود في المخيمات انتهاك لحقوقه والجمعية المغربية تطالب بالافراج عنه فورا قالت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تصريح لجريدة «العلم» إن المكتب المركزي لجمعيتها سبق له بعد توصله برسالة من المواطن الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود عن طريق المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أن طالب بحق هذا المواطن، الذي قال في رسالته بنية الرجوع إلى مخيمات اللاجئين بتندوف، في الرجوع إلى أسرته والتعبير عن آرائه ومواقفه بكل حرية. وأضافت أن هذا الموقف الذي عبر عنه المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان هو موقف مبدئي تطالب به لجميع المواطنين سواء الذين يرغبون في التنقل من تيندوف إلى المغرب ثم الرجوع إلى تيندوف أو بالنسبة للمواطنين الصحراويين الذين يريدون التنقل من المغرب في اتجاه تيندوف ثم الرجوع إلى المغرب. وعن اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود في المخيمات قالت الرياضي إن ذلك انتهاك لحق هذا المواطن في اعتناق الآراء السياسية التي يؤمن بها والتعبير عنها بشكل سلمي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب بالإفراج عنه فورا. آمنة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان نطالب بتوفير الحماية الدولية للسيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود صرحت آمنة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان لجريدة «العلم» أن منظمتها بعثت برسالة إلى المفوض السامي لدى الأممالمتحدة المكلف بحماية اللاجئين أكدت فيها أنها تابعت بقلق شديد قرار قيادة جبهة البوليساريو باعتقال ومحاكمة السيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود بتهمة الخيانة في حالة عودته إلى مخيمات تيندوف بالجزائر، حيث تقيم زوجته وأبناؤه الأربعة. وأضافت أن السيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود كان قد زار عائلته المقيمة بمدينة السمارة بالصحراء منذ يوليوز الماضي، ضمن طلبات الزيارات الخاصة التي وافق عليها المغرب للرفع من وتيرة الزيارات العائلية، حيث التقى خلالها بعائلته وأصدقائه كما عبر عن مواقفه السياسية بخصوص نزاع الصحراء خلال ندوة صحفية بالسمارة. وأوضحت أن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان وانطلاقا من متابعتها لأوضاع حقوق الإنسان بالأقاليم الصحراوية ومن مهامها بما فيها مؤازرة الضحايا كيفما كانت انتماءاتهم ومواقفهم السياسية ذات الصلة بنزاع الصحراء ذكرت بموقفها وزيارتها ضمن مجموعة من الفعاليات الحقوقية لأميناتو حيدر بمدينة لانثاروطي بإسبانيا خلال منعها من طرف السلطات المغربية دخول أرض الوطن، وهو ما تم بعد المناشدة. وأشارت كذلك إلى زيارتها بتاريخ 19 مارس 2010 لستة مواطنين اعتقلوا على إثر زيارتهم لمخيمات تيندوف ووجهت لهم «تهمة التخابر مع جهات أجنبية» والذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام؛ وناشدت بتاريخ 19 ماي 2010 السلطات المغربية متابعة التحقيق مع هؤلاء المواطنين في حالة سراح؛ وسجلت في هذا الإطار قرار غرفة المشورة الجنحية بالسراح المؤقت لثلاثة مواطنين ضمن المجموعة. كما ذكرت بمطالبتها بتاريخ 26 أبريل 2010 السلطات الجزائرية بالسماح لها بزيارة السادة أحمد بلوح حمو و أحمد سالم شيباني حمو و محمد السالك ولد كية بتندوف للاطمئنان على أوضاعهم الإنسانية بعد تعرضهم للتعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكمة غير العادلة. وأعلنت أن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان واعتبارا لتأصيل العلاقة ما بين حماية حقوق الإنسان ومقتضيات القانون الدولي الإنساني وحق الجميع في التعبير عن رأيهم ومواقفهم قلقة بخصوص ما يتهدد السيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود في حقه في الحياة وفي السلامة الجسمانية والذي أجبر على الإقامة بالزويرات بموريتانيا دون اختياره، وتم خرق حقه في التعبير عن رأيه ومواقفه ذات الصلة بنزاع إقليمي وهو أحد الفاعلين فيه، وكذا تعرضه للاعتقال والمحاكمة في حالة العودة، وانتهاك بشكل جسيم حقه في التجمع العائلي. ودعت المفوض السامي لدى الأممالمتحدة المكلف بحماية اللاجئين توفير الحماية الدولية للسيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حين كان يتأهب للرجوع إلى مخيمات تيندوف بالجزائر، وضمان حقه في التنقل والتفكير والتعبير عن رأيه، والسلامة الجسمانية لأفراد عائلته وضمان حقه في التجمع العائلي حسب قرار اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحماية اللاجئين المتعلق بجمع شمل العائلات (قرار 24-1981)، وتسهيل وتشجيع الزيارات العائلية والرفع من وتيرتها بما يستجيب للإرادة القوية والطلبات المتزايدة في هذا الشأن . وأفادت بوعياش في تصريحها أن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ستعلن اليوم عن مبادرة جديدة بخصوص وضعية السيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود.