وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة تعاطف وصداقة إلى مسلمي فرنسا بمناسبة حفل إفطار نظم، مساء أمس الجمعة، بالمدرسة المغربية بكولومب بضواحي باريس، مؤكدا عزمه على "ضمان حق كافة الفرنسيين في ممارسة شعائرهم بكل حرية وبكل كرامة". وقال الرئيس الفرنسي في الرسالة، التي تلاها عمدة مقاطعة هوت سين، باتريك ستروزدا خلال هذا الحفل، الذي نظم من طرف مسجد محمد الخامس بوكولومب، "أود عشية عيد الفطر (...) أن أحيي جميع مسلمي فرنسا" الذين يعد هذا الشهر المقدس بالنسبة لهم "فترة مجهود وصبر وتدبر روحاني". وبالنسبة للرئيس ساركوزي، فإن شهر رمضان الكريم يعتبر "عودة إلى الذات في المقام الأول" موضحا أنه "لا يعني انكفاء على الذات، بل بالعكس تماما، فهو دعوة إلى الحوار والاحترام والمشاركة"، مسجلا أنه "على صورة إسلام فرنسا اليوم، إسلام السلام والتسامح والتضامن". وسجل بهذا الخصوص أن إحداث المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وإحداث أماكن للعبادة في الجيش والمستشفيات والمؤسسات السجنية، وتنظيم دورة تكوينية للوزراء من ديانة إسلامية، مثلت "مراحل حاسمة" في الاعتراف بإسلام فرنسا وترسيخه. وأضاف أن "الإسلام اليوم يعد الديانة الثانية لبلادنا"، مبرزا أن "لدى مسلمي فرنسا مكانتهم" في المجتمع الفرنسي". وأكد الرئيس الفرنسي أنه بغض النظر عن "اعتقادات وقناعات كل واحد، فإننا نتجمع حول هذه القيم الأساسية التي نعتز بها: الحرية والمساواة والأخوة". ويعد حفل الإفطار، الذي حضره القنصل العام للمغرب بكولومب السيد يحيى بناني، موعدا سنويا للجالية المسلمة بكولومب خلال شهر مضان. وذكر رئيس الجمعية الثقافية لمسجد محمد الخامس بكولومب السيد عبد الله أزيوال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن الرئيس ساركوزي كان قد استجاب بالحضور لهذه المبادرة المغربية سنة 2005 عندما كان وزيرا للداخلية. وحسب رئيس الجمعية، فإن هذه تعد أول مرة تحتضن فيها المدرسة المغربية بكولومب هذا الإفطار، الذي جرت العادة بتنظيمه في المسجد. وتقدم هذه المدرسة دروسا في اللغة العربية ومحو الأمية والدعم المدرسي لفائدة الجالية المسلمة المقيمة في هذه الناحية، عن طريق مدرسين من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.