برأت محكمة فرنسية أحد أبناء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من تهمة الهرب من موقع حادث تسببت فيه دراجته السكوتر. ووجه اتهام إلى جون ساركوزي الابن الثاني للرئيس الفرنسي بإلحاق أضرار بسيارة (بي.ام.دبليو) بدراجته السكوتر في ميدان الكونكورد بوسط باريس عام 2005 ثم الهرب من موقع الحادث. ونفى ابن ساركوزي دوما أن الحادث وقع أصلا. وحسب سائق السيارة، فإن جون ساركوزي لم يتوقف لكي يشترك الاثنان في وضع تقرير بالحادث، كما تقتضي العادة، بل انطلق بدراجته بعد أن وجّه إليه حركة نابية. وفي تصريح لإذاعة فرنسية، نفى تييري هيرزوج، محامي جون ساركوزي، أي مسؤولية لموكله في الحادث، وقال: «لن يكون هناك أي اتفاق وديّ مع المشتكي، لأن لا مجال للاتفاق في حادث لا يخص موكله». واعتبر المحامي أن المسؤولية ألقيت على موكله بدون وجه حق، قائلا إن القضية لا تخصه. وطلب محمد بلوتي، صاحب الدعوى الذي يصف نفسه بأنه من مؤيدي حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يتزعمه ساركوزي، مبلغا قدره نحو 260 يورو لإصلاح سيارته وأربعة آلاف يورو كتعويض. وقال تييري هيرزوج محامي ساركوزي الابن: «العدالة للجميع... لا يمكنك أن تطلق مزاعم طائشة». وقال بلوتي إن ساركوزي الابن عومل معاملة تفضيلية، وقال: «أعرف أن النظام القانوني غير عادل، لكن أن ادفع غرامة لتبديد وقت المحكمة فهذا شيء سريالي». وكان بلوتي قد قال إن الشرطة لم تتابع الحادث وإنه لم يتم الرد على ثلاثة خطابات أرسلتها شركة التأمين الخاصة به. ورغم أنه لا يزال يدرس الحقوق، فقد تحول جون إلى زعيم للحزب الذي ينتمي إليه والده، داخل الدائرة الانتخابية التي يتبعها الرئيس الفرنسي منذ أمد بعيد، «نويي سور سين». وعلى ما يبدو، فقد استفاد جون من سلطة والده، فعندما تعرضت دراجته النارية للسرقة في العام الماضي، نجحت الشرطة في استعادتها سريعاً، وبلغ الأمر حد إجراء اختبار للحامض النووي لعينة تم أخذها من الخوذة التي كان يرتديها. وتبين أنه في العام 2005، اصطدم أثناء قيادته دراجته البخارية بسيارة طراز بي إم دبليو من الخلف. وتبين ذلك بسبب تقدم مالك السيارة، محمد بلوتي، بشكوى بعد أن ألتقط صورا لأرقام لوحة الدراجة أثناء فرار قائدها بها. وفي حين لم تتمكن الشرطة من العثور على الدراجة، فقد نجحت شركة التأمين، التي انخرط فيها صاحب السيارة، في العثور عليه. وبالتوازي مع سطوع نجم والده، فقد برز كل منهما في الفترة الأخيرة وأصبحا حديث الإعلام الفرنسي، حيث أعلن «جون» الابن الأصغر زواجه من فتاة إحدى العائلات اليهودية الفرنسية الثرية، وقالت وسائل إعلامية إنه يقترب من اعتناق اليهودية، فيما كشفت الصحافة الفرنسية الحياة السرية التي يعيشها الابن الأكبر «بير» باعتباره منتج أغاني «الراب» الشعبية المتمردة، مستخدما اسما مستعارا حتى لا يضر بصورة والده. خطا نجل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أولى خطواته في المجال السياسي بعدما أعلن أنه سينافس على مقعد في المجلس المحلي للضاحية السابقة التي كان والده رئيسا لمجلس بلديتها. ورث عن والده حب الظهور أمام وسائل الإعلام، ودخوله معترك الحياة السياسية مبكرا، حيث انتخب كممثل بلدي لمدة ست سنوات لأحد أحياء «نيلي سيرسين»، وفضل أن يتم زفافه بكثير من السرية، وأرسلت الدعوات عن طريق رسائل الهواتف النقالة، مستبعدا بذلك وسائل الإعلام الفرنسية التي لم يتسرب إلى بعضها خبر زواج ابن ساركوزي. تزوج جون في حفل بعيد عن الأضواء وكاميرات الصحافة ووسائل الإعلام، من فتاة يهودية ثرية تدعى جيسيكا سيباون. وذكرت الصحف المحلية أن حفل زفاف جون ساركوزي، البالغ من العمر 22 سنة، من خطيبته وريثة سلسلة متاجر دارتي للأجهزة الكهربائية والمنزلية، تم في بلدية نويي قرب نهر السين بعد أن تأجل العرس أكثر من مرة. وقال جون لعروسه أمام المدعوين: «وعدتك في سن ال16 أنني سأتزوجك في ال26 ولكني فعلتها في وقت أبكر». ولد جون سنة 1986، وهو الابن الثاني لساركوزي من زوجته الأولى، وله أخ أكبر وهو بيار ساركوزي الذي اختار احتراف موسيقى الراب، أي أن جون سرق تميمة الحظ السياسية من أخيه البكر. عاش في نويي سورسين، التي تسمى أيضا بمملكة ساركوزي، حيث إن بها 4 آلاف عضو في حزبه الحاكم، وذلك من أصل 61 ألف مواطن فقط، فضلا عن تولي ساركوزي الأب منصب عمدتها منذ عام 1983 وحتى 2002. كانت السياسة إذن هي البحر الذي غرق فيه جون منذ الصغر، لذا فإن اختياره دراسة الحقوق بجامعة باريس التي وصل فيها إلى العام الثاني ليست غريبة، إلا أن الغريب فعلا هو حبه للتمثيل وخضوعه لدروس في المسرح، حتى إنه تم ترشيحه لدور في إحدى المسرحيات. وبالإضافة إلى القانون والمسرح، حصل جون مؤخرا على دروس أغرب بكثير، وهي دروس الديانة اليهودية التي أرجعها الكثيرون إلى رغبته في التحول إلى اليهودية قبل الزواج الرسمي بخطيبته جيسيكا سيباون دارتي وريثة سلسلة محلات دارتي للإلكترونيات. هذه الخطبة التي تمت في فندق خاص بحضور نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني، أضفت على السياسي الشاب هالة جديدة وجذبت إليه وسائل الإعلام، وأرسلت العديد من المجلات الفرنسية موفدين خاصين لتغطية حفل عقد القران الذي أصرت الفتاة على عقده في إسرائيل، حرصا منها على التقاليد والطقوس اليهودية التي تريد من خطيبها أن يتعلمها جيدا. صورة جون اللامعة التي استطاعت أن تأسر الجماهير في فرنسا لم يكن لها نفس التأثير على السياسيين.. فقد أثار ترشيحه انتقادات المعارضة التي نددت بإقامة ملكية وراثية جديدة، كما وصفه البعض بأنه مغرور وغير مؤهل، ولا يشفع له سوى أنه ابن رئيس الجمهورية. فالمرشحة الاشتراكية ماري برانرز تراه «واثقا من نفسه أكثر من اللازم»، وميشال كانيه، رئيسة مجموعة الحزب الاشتراكي، قالت إن: «هذا الترشيح مضر بالديمقراطية.. إنه استمرار لوضع يد رئيس الدولة على القطاع، فقبل انتخابه رئيسا للدولة، استخدم هوت دوسين كمعمل تجارب، وهو مستمر في نفس السياسة». حتى باتريك ديفيدجان، الأمين العام للحزب الحاكم، قال إن جون لديه موهبة كبيرة، لكن وقته لم يأت بعد، لابد أن ينهي دراسته أولا». فيما أكدت مصادر من الحزب الاشتراكي أن جون ساركوزي لاعب في منتهى الأهمية على الساحة السياسية الفرنسية، سواء كان يلعب لصالحه الخاص أو لصالح والده.. المهم أنه فاز بالمنصب.. وبقلوب الفرنسيين.