أسدل الستار على فعاليات الدورة السادسة لمهرجان شيشاوة التي نظمتها مؤخرا جمعية مهرجان شيشاوة بشراكة مع مجلس جماعة المدينة وبعض الفعاليات المحلية، وذلك بإحياء سهرات فنية شاركت فيها فرق شعبية محلية فضلا عن تكريم فعاليات تنتمي إلى المنطقة . وكان المهرجان الذي نظم تحت شعار "التعدد الثقافي في خدمة الوحدة والتنمية" قد تضمن برنامجا خصبا وغنيا تمثل بالخصوص في تنظيم يوم ثقافي، تميز بندوة فكرية شارك فيها باحثون قدّموا العديد من المداخلات منها ما كان عبارة عن فرشة نظرية تتناول الدلالات الإبستمولوجية لمصطلحات التعدّد والثقافة والتنمية، ومنها من ساهم بأوراق تمحورت حول التعدّد الثقافي والتنمية المحلية والوحدة الوطنية، وكذا الأطروحات المتعلقة بالتنمية الثقافية وبإمكانيات تأهيل إقليم شيشاوة في أفق الجهوية الموسعة. وتطرق بعض الباحثين إلى التعدّدية الثقافية ودورها في خدمة الوحدة والتنمية انطلاقا من طرح سؤال "أية استراتيجية للتدبير والتكامل?" كما تحدّثوا عن سوسيولوجيا البداوة بالصحراء، مركزين على المجتمع البيضاني وعلى مجموعة من المكونات الأنتروبولوجية المشكلة للهوية الثقافية لرحل وبدو الصحراء. كما تناولوا مادة السكر بمتعلقاتها التاريخية والأركيولوجية بمنطقة شيشاوة. كما تناول متدخلون آخرون موضوع "المجتمع البيضاني بشيشاوة" ، متطرقين إلى التشكل القَبَلي بالمنطقة . وتطرّقوا أيضا إلى العديد من التعبيرات والفنون الشعبية التي تمارسها هذه القبائل ودورها الإشعاعي بالمنطقة، مختتمين أشغال هذه الندوة بمداخلة قدّمها أحد الباحثين ركزّ فيها على مجالات التربية والتعليم والثقافة باعتبارها من أهم روافد التنمية المجتمعية. ونظمت أمسية شعرية عرفت مشاركة شعراء يَنْظُمُونَ القصيدة بالفصحى والدارجة المغربية (العامية) والحسّانية والأمازيغية، وهؤلاء الشعراء هم مصفى غلمان وعبد الحق ميفراني وحفيظة حسين وعمر العلاوي وادريس بن العطار وعبد الرحمان بلوش والطالب بويا العتيق الذين شنفوا أسماع الجمهور الغفير الذي حج إلى حيث أقيمت منصة الإلقاء بالمسبح البلدي بشيشاوة، بجميل الكَلِمِ وبديع الصور والدلالات. وفضلا عن هذا النشاط الثقافي فقد ضم مهرجان شيشاوة العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية حيث أقيم في المجال الرياضي دوري محلي في الكرة الحديدية تحت شعار "كأس المحبّة"، إلى جانب إجراء نهائي في كرة القدم جمع بين صغار نادي النهضة وصغار فريق مندوبية الشبيبة والرياضة وإقامة استعراض في فنون الحرب شاركت فيه جمعيات رياضية محلية، فضلا عن ألعاب ومسابقات في رياضة الفروسية. أما في المجال الاقتصادي والاجتماعي فقد نظمت معارض وأروقة تجارية متنوّعة شملت المنتوجات التقليدية المحلية ومنتوجات نسائية في الخياطة والطرز، إلى جانب أروقة خصّصت للشركات والمقاولات وأخرى ضمت محتويات وصور ومطبوعات حول البيئة كما أجريت حملة للتبرع بالدم بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة. وفي المجال الفني، أنجزت جداريات ولوحات حائطية بالمدينة وتم عرض مسرحية "لا هنا لا لهيه" لجمعية الشباب للشباب، وتنظيم صبيحة للأطفال نشطها أعضاء من الجمعية المذكورة.