بعد توقف اضطراري، تستأنف الدورة السادسة لمهرجان شيشاوة مصالحتها مع السكان من 26 إلى 30 يوليوز الجاري، تحت شعار «التعدد الثقافي في خدمة الوحدة والتنمية». وقد أمست هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية مهرجان شيشاوة، موعدا وملتقى للقاء العديد من الأسماء الثقافية والفنية والجمعوية من مختلف جهات المملكة، وموسما ثقافيا غنيا بندواته ولقاءاته. وهو ما أعطى لمدينة شيشاوة تلك الميزة الجغرافية التي تميزها: ملتقى للطرق وفضاء للقاء والتعدد. ويعرف برنامج الدورة السادسة تنوعا في مضامينه، فإضافة إلى الأنشطة الثقافية ذات الصبغة الأدبية، تشهد التظاهرة برامج رياضية وفنية وطبية واجتماعية، إلى جانب معارض لمختلف منتجات المنطقة التقليدية. وقد اختار المنظمون لهذه الدورة السادسة شعار «التعدد الثقافي في خدمة الوحدة والتنمية». واختيار هذا الموضوع، حسب الورقة الثقافية للمهرجان، غير مستوحى من الدراسات الأكاديمية أو النقاشات الإعلامية مع أهميتها القصوى والتي ازدهرت في السنوات الأخيرة، بقدر ما هو مستوحى من الواقع الثقافي ومن التجربة الحضارية للمغرب والمغاربة، ذلك أن التعدد الثقافي خاصية جوهرية في الثقافة، كما في الحضارة المغربية، وغاية هذا المهرجان أن يكشف أن هذا التعدد الثقافي لا يستوفي معانيه ومقاصده إلا إذا تحول إلى رهان أساس في الوحدة الوطنية وفي التنمية المستدامة. وشيشاوة، لمن لا يعرفها، مدينة فتية، أهم ما يميزها أنها ملتقى طرق. وهذه الميزة الجغرافية هي ميزتها على المستوى السوسيو ثقافي أيضا. ففي منطقة شيشاوة تتعايش، منذ قرون، وعلى أساس قيم التسامح والتعاون والتضامن، قبائل وجماعات عربية وأمازيغية وصحراوية. ويعني هذا التعايش، على الأقل في بعض تجلياته، تعايشا لغويا وثقافيا. وبالرغم من بعض الجهود المتفردة للراحلين الكبيرين جاك بيرك وبول باسكون وجهود بعض الجغرافيين المغاربة، فإن هذا التعايش السوسيو ثقافي لم ينل بعدُ ما يستحق من الدرس والبحث والعناية، ولم يتحول بعدُ هذا الرأسمال الثقافي المتعدد إلى رهان أساس في التنمية المحلية، مع أن التنمية لا يمكن أن تتحقق وتتبلور من دون اعتماد الأبعاد اللغوية والثقافية المتعددة المتصلة بالإنسان، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي. يعاود مهرجان شيشاوة فرض حضوره، إذن، في خريطة المهرجانات الثقافية في المغرب، وازدان بتحول منظميه إلى جمعية مهرجان شيشاوة، وهو ما سيكفل للمهرجان الانتظام والاستمرارية. فبعد «ثقافة الصحراء»، تنتظم الدورة السادسة تحت موضوع «التعدد الثقافي»، وستفتتَح بندوة وطنية يومه الثلاثاء 27 يوليوز 2010، ابتداء من الساعة ال9 صباحا. الندوة التي يشرف على إدارتها الدكتور حسن بحراوي (أستاذ جامعي، ممثل اتحاد كتاب المغرب) وتعرف مشاركة الأساتذة: الدكتور عبد الرحيم العطري (أستاذ باحث في علم الاجتماع)، الدكتور محمد ولد بنعزوز (أستاذ جامعي جامعة القاضي عياض بمراكش)، الأستاذ الحسين أيت باحسين (باحث في معهد الثقافة الأمازيغية)، الأستاذ عبد الرحمان بيلوش (شاعر أمازيغي وباحث في معهد الثقافة الأمازيغية)، الأستاذ إبراهيم الحيسن (أستاذ باحث في الثقافة الحسانية)، الأستاذ سالم كويندي (كاتب مسرحي وباحث في التراث الشعبي). كما يعرف المهرجان تنظيم ندوة ثانية حول «اقتصاديات شيشاوة قديما: معمل السكر نموذجا»، يديرها الأستاذ محمد عادل، وبمشاركة الأستاذ الباحث عزيز أيت بنصالح. وتخصص فقرة الشعر للقراءات بلغات مختلفة، وهي الجلسة التي يقوم بتنشيطها كل من الكاتبة الصحافية ليلى الشافعي والكاتب القاص أنيس الرافعي وتعرف مشاركة الشعراء والشاعرات: في الشعر العربي: رجاء الطالبي، صلاح الوديع، ياسين عدنان، مصطفى غلمان، عبد الحق ميفراني، حفيظة حسين، إدريس أبو زيد، عمر العلاوي. في شعر الزجل: إدريس بن العطار. في الشعر الأمازيغي: عبد الرحمان بيلوش. في الشعر الحساني: الطالب بويا العتيك. ولا تخلو فقرات البرنامج العام للدورة السادسة لمهرجان شيشاوة من فعاليات فنية واجتماعية وطبية، إلى جانب تنظيم ورشات وجدرايات وعروض موسيقية ومسرحية وفقرة خاصة بالتكريم، بتنسيق مع جمعيات محلية، كجمعية «شباب للشباب» و«جمعية أريج».