تحت شعار:"التعدد الثقافي في خدمة الوحدة والتنمية"، تنظم جمعية مهرجان شيشاوة للثقافة والفنون بشراكة مع مجلس الجماعة الحضرية لشيشاوة والفعاليات المحلية، مهرجان شيشاوة السادس من 26 إلى 30 يوليوز الجاري. ويتضمن البرنامج الثقافي للمهرجان ندوة وطنية حول "التعدد الثقافي في خدمة الوحدة والتنمية" بمشاركة كل من السوسيولوجي عبد الرحيم العطري والأساتذة محمد ولد بنعزوز من جامعة القاضي عياض بمراكش ، والحسين آيت باحسين الباحث بمعهد الثقافة الأمازيغية، وإبراهيم الحيسن الباحث في الثقافة الحسانية، وسالم كويندي الكاتب المسرحي والباحث في التراث الشعبي. كما تنظم محاضرة حول "اقتصاديات شيشاوة قديما: معمل السكر نموذجا" يلقيها الباحث عزيز آيت بنصالح، وقراءات شعرية بلغات متعددة بمشاركة الشاعرتين رجاء الطالبي وحفيظة حسين، والشعراء صلاح الوديع وياسين عدنان ومصطفى غلمان وعبد الحق الميفراني وإدريس أبو زيد وعمر العلاوي، وإدريس ابن العطار (زجل) وعبد الرحمان بيلوش (بالأمازيغية) والطالب بويا العتيق (بالحسانية)، قبل أن تقدم جمعية "الشباب للشباب" مسرحية بالمسبح البلدي على الساعة الثامنة مساء. أما يوم 28 يوليوز فسيكون جمهور الصغار على موعد مع صبيحة للأطفال تنظمها جمعية "الشباب للشباب" في الساعة العاشرة صباحا بالمركب الثقافي. ويخصص يوما 26 و28 يوليوز للرياضة، حيث ينظم دوري محلي في الكرة الحديدية تحت شعار: "كأس المحبة"، ونهائي دوري الصغار بين صغار نادي النهضة وصغار فريق مندوبية الشباب والرياضة فضلا عن استعراض في فنون الحرب للجمعيات الرياضية، وحفل فني من إبداع الشباب، وحملة التبرع بالدم بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة فضلا عن برنامج اقتصادي يتضمن معرضا للمنتجات التقليدية المحلية ومعرضا للمنتجات النسائية ومعرضا للشركات والمقاولات وأياما للبيئة. وسيعرف يوم 29 يوليوز الجاري استعراضا للفرق الفنية المحلية عبر شوارع المدينة من ألعاب فروسية إلى سهرة فنية محلية، فيما سيتم يوم ثلاثين يوليوز الجاري بالخصوص تكريم فاعلين محلية وتنظيم فلكلور محلي والإنصات لجوق الطرب الأندلسي وللإبداعات الفنية لشباب المدينة ثم الاستماع إلى الخطاب الملكي. وتنظم مساء اليوم ذاته ألعاب الفروسية قبل تنظيم السهرة الفنية الكبرى على الساعة التاسعة ليلا. للإشارة فإن ورش الجداريات الذي ينطلق يوم 27 يوليوز الجاري، بتنظيم من "جمعية شباب للشباب" وجمعية أريج، يستمر طيلة أيام المهرجان. وعن جدوى اختيار "التعدد الثقافي في خدمة الوحدة والتنمية" شعارا للمهرجان، أوضحت الورقة الثقافية أن هذا الاختيار غير مستوحى من الدراسات الأكاديمية أو النقاشات الإعلامية، التي ازدهرت في السنوات الأخيرة، بقدر ما هو مستوحى من الواقع الثقافي ومن التجربة الحضارية للمغرب والمغاربة. وقالت الورقة إن التعدد الثقافي خاصية جوهرية في الثقافة المغربية، وأن الغاية من وراء هذا المهرجان هو الكشف عن أن هذا التعدد الثقافي لا يستوفي معانيه ومقاصده إلا إذا تحول إلى رهان أساس في الوحدة الوطنية وفي التنمية المستدامة. واضافت أن أهم ما يميز شيشاوة، المدينة الفتية، أنها ملتقى طرق، وهذه الميزة الجغرافية، ميزتها على المستوى السوسيوثقافي أيضا، ففي منطقة شيشاوة تتعايش، منذ قرون، وعلى أساس قيم التسامح والتعاون والتضامن، قبائل وجماعات عربية وأمازيغية وصحراوية، وهذا يعني، على الأقل في بعض تجلياته، تعايشا لغويا وثقافيا. وخلصت الورقة إلى أنه، وبالرغم من بعض الجهود المتفردة للراحلين الكبيرين جاك بيرك وبول باسكون وجهود بعض الجغرافيين المغاربة، فان هذا التعايش السوسيوثقافي لم ينل بعد ما يستحق من الدرس والبحث والعناية، ولم يتحول هذا الرأسمال الثقافي المتعدد بعد إلى رهان أساس في التنمية المحلية، "مع أن التنمية لا يمكن أن تتحقق وتتبلور من دون اعتماد الأبعاد اللغوية والثقافية المتعددة المتصلة بالإنسان، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي".