اختتمت أمس الجمعة فعاليات الدورة الثانية للجامعة الصيفية التي احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، لفائدة أبناء مغاربة العالم الشباب تحت شعار "مغرب الأوراش الكبرى والتنمية البشرية". وفي كلمة بالمناسبة، أكد الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج السيد محمد عامر أن الجالية المغربية تظل متشبثة بالوطن الأم وبأصولها التاريخية والحضارية، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تضطلع به في نماء المغرب وتقدمه على عدة مستويات. وأبرز السيد عامر خلال هذه التظاهرة، التي شارك فيها ثلاثون طالبا من أبناء الجالية المغربية المقيمة في كل من أوروبا وبعض البلدان الإفريقية والعربية، الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس لأفراد الجالية المغربية، وذلك من خلال عدد من المؤسسات الحكومية والاجتماعية الرامية إلى الاعتناء بهذه الفئة وإيجاد الحلول لكافة القضايا التي تشغلها. وأشاد الوزير بالنجاح الذي عرفته مبادرة الجامعة الصيفية التي شارك فيها هذه السنة 500 طالب من أبناء الجالية المغربية بعد الدورة الأولى التي عرفت مشاركة 150 طالبا من نفس الفئة، معربا عن طموح وزارته للرفع من عدد المستفيد السنة المقبلة إلى ألف طالب. وذكر السيد عامر بالبرنامج الثقافي والتربوي للوزارة الخاص بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، الهادف إلى تحسين وتطوير اللغة العربية والتعريف بالموروث الثقافي والحضاري المغربي ببلدان الإقامة، وخلق ظروف ملائمة لضمان الاندماج الإيجابي لشباب الجالية مع الحفاظ على الروابط بالبلد الأصل. ويشتمل هذا البرنامج على عدد من التدابير منها، على الخصوص، إحداث مراكز ثقافية بمختلف بلدان الإقامة وتقديم الدعم للجمعيات العاملة في المجالين الثقافي والتربوي، وتقديم الدعم المالي لتمدرس أطفال الأسر المعوزة ببعض دول الإقامة، وتخصيص منح جامعية لفائدة الطلبة المغاربة المقيمين بالخارج المنحدرين من أسرة معوزة، وتطوير برنامج تعلم اللغة العربية عن بعد. من جهتها، أكدت رئيسة جامعة الحسن الثاني بالمحمديةالدارالبيضاء السيدة رحمة بورقية أن هذه التجربة ستظل خالدة في ذاكرة المستفيدين منها، لما لها من دلالة قوية في ترسيخ روابط الصلة بين أبناء الجالية وأصولهم الاجتماعية والثقافية في المغرب. وأضافت أن أبواب الجامعة المغربية، ولاسيما بمدينة المحمدية، مستعدة في أي وقت لاستقبال الطلبة من أبناء الجالية المغربية، سواء في إطار الجامعة الصيفية أو للتسجيل بإحدى كلياتها لنيل الشهادات العليا. ومن جانبها، اعتبرت السيد رشيدة نافع عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التي سهرت على تنفيذ البرنامج الثقافي والتربوي والترفيهي للجامعة الصيفية بالمحمدية، أن هذه التظاهرة شكلت فرصة للمشاركين للوقوف عن كثب على الإنجازات التي عرفها المغرب خلال العقد الأخير، منوهة بالروح الوطنية التي يتحلى بها أبناء الجالية وحبهم لوطنهم الأم وتشبثهم بالعلم الوطني. وقد قدم الطلبة أبناء الجالية المغربية خلال هذا الحفل، الذي حضره كل من سفير كوت ديفوار بالرباط السيد شارل داريوس أتشيمون أك وعامل إقليمالمحمدية السيد عزيز دادس، لوحة موسقية فنية ردودا من خلالها أغنية من الأغاني الوطنية الخالدة حول الصحراء المغربية.