(إعداد إدريس اكديرة ) يعد الحاج عثمان جوريو، أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال والذي لبى داعي ربه ليلة الأحد الاثنين بالرباط ، رجلا وطنيا من الرجالات الأفذاذ التي رصعوا سجل الحركة الوطنية، وأستاذا مربيا كرس حياته لتنشئة الأجيال على قيم المواطنة الصادقة والتضحية المثلى من أجل الدين والوطن . وقد ساهم الفقيد عثمان جوريو بنصيب وافر في تربية الأجيال الصاعدة وتوعيتها، سواء على مستوى مؤسسات التعليم الحر، أو بانخراطه في العمل الجمعوي، وواصل عمله الوطني في إطار التعليم الحر على رأس مؤسسة مدارس محمد الخامس التي لعبت دورا رائدا في تنشئة الأجيال على الوطنية والحفاظ على اللغة العربية والقيم الإسلامية . وفي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء خلال مراسيم تشييع جثمان الراحل جوريو إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالرباط ، أجمع العديد من خلصاء الفقيد وتلاميذه ورفاقه في مسيرة الكفاح والنضال على أن الحاج عثمان جوريو من خيرة أبناء هذا الوطن ، قدوة في الاستماتة والتفاني والوفاء والبرور، جسد بحق قيم الوطنية الصادقة ، وأسهم إسهاما فاعلا ، بكل ما أوتي من جهد ، في الكفاح من أجل وحدة المغرب وسيادته واستقلاله. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ أبو بكر القادري عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال ، ورفيق درب الفقيد في التعليم والنضال ، إن رحيل المجاهد الحاج عثمان جوريو يعتبر خسارة لبلاده نظرا لما كان يتصف به من وطنية صادقة ، ومن إخلاص لبلاده ، ومن نشاط متعدد في سبيل تربية الأجيال ، حيث كرس حياته لتعليم الناشئة وغرس مبادئ الوطنية الحقة في نفوس الشباب ومحبة وطنهم وخدمته والدفاع عن قضاياه وتربيتهم على الفضيلة، مؤكدا أن الفقيد كان رجلا صادقا في دينه ووطنيته. وأضاف الأستاذ أبو بكر القادري أن الحاج عثمان جوريو ضحى في كثير من الأوقات الحرجة وراكم نضالا سواء في الواجهة التعليمية أو الجانب الفني، إيمانا منه بأن الفن واجهة أخرى للنضال والكفاح الوطني. وأضاف الأستاذ أبو بكر القادري أن الراحل كان نموذجا من النماذج التي أنتجتها هذه البلاد المعطاء. من جانبه، قال الأستاذ امحمد بوستة عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال إن الراحل الحاج عثمان جوريو كان من رجالات الوطنية الصادقين والأوفياء المشبثين بقيم الدين وحب الوطن ، معتبرا أن فقدانه يعد خسارة كبيرة للوطن. وأضاف السيد بوستة أن الفقيد يعد من رموز الحركة الوطنية، ومن الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال ، كما اضطلع بدور ريادي في مجال التربية والتعليم وتنشئة الأجيال على مبادئ التضحية والوطنية. من جهته ، قال السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إن الراحل كان من خيرة الوطنيين الماهدين للعمل الوطني والسباقين إليه، ومن رواد التعليم والتربية والعمل الاجتماعي. لقد ظل الراحل ، يضيف السيد الكثيري ، طيلة حياته وفيا لمبادئ الوطنية والمثل العليا ومكارم الأخلاق ، ثابتا على المحجة البيضاء ومن الدعاة إلى التمسك بالمقدسات الدينية والثوابت الوطنية ، كما ظل وفيا للرسالة التعليمية التربوية . وفي شهادته ، قال الأستاذ عبد الكريم غلاب عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال إن الفقيد الحاج عثمان جوريو كان رجلا عصاميا ووطنيا من الرعيل الأول ، حافظ على عقيدته وعمله الوطنيين طوال حياته. وإلى جانب ذلك، يضيف الأستاذ غلاب، كان الفقيد جوريو رجلا اجتماعيا ومتحدثا لبقا ومتحليا بالخصال الكريمة، كما كان مخلصا للقيم الوطنية التي عاهد عليها الله إلى أن لقي ربه راضيا مرضيا .