12-2009 تم بعد صلاة عصر اليوم الاثنين تشييع جثمان الراحل الحاج عثمان جوريو، أحد الوطنيين البارزين الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال ، الذي لبى داعي ربه ليلة الأحد الاثنين بالرباط عن سن 93 عاما . وبعد صلاة العصر والجنازة بمسجد الشهداء ، ووري جثمان الراحل الثرى بمقبرة الشهداء ، في محفل حاشد ، بحضور أفراد أسرة الفقيد وذويه ، ومستشاري جلالة الملك السيد محمد معتصم وعباس الجيراري والحاجب الملكي السيد إبراهيم فرج وعدد من أعضاء الحكومة ووالي جهة الرباطسلا زمور زعير بالإضافة إلى عدد من الشخصيات من عالم الفكر والتربية والعديد من تلامذة الراحل وخلصائه وعارفي فضله . وعقب مواراة جثمان الفقيد الثرى تلا السيد محمد معتصم مستشار صاحب الجلالة برقية التعزية ، التي بعثها جلالة الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ عثمان جوريو، والتي ضمنها جلالته أحر تعازيه وأصدق مواساته في هذا القدر المحتوم ، ضارعا جلالته إلى الباري عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء. وأكد جلالة الملك أن الفقيد الكبير سيظل خالدا في السجل الذهبي للوطنية المغربية، حيث يشهد له التاريخ أنه ساهم بنصيب وافر في تربية الأجيال الصاعدة وتوعيتها، سواء على مستوى مؤسسات التعليم الحر، أو بانخراطه في العمل الجمعوي، أو بكتاباته الوطنية التوجيهية وعطائه الفكري، في ثبات على المبادئ ووفاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد وتشبث راسخ بثوابت الأمة ومقدساتها . وفي كلمة تأبينية بهذه المناسبة الأليمة، ذكر المجاهد أبو بكر القادري صديق الراحل ورفيق دربه في النضال والتربية، بمشاركة الحاج عثمان جوريو في الجهاد والنضال من أجل تحرير البلاد واستقلالها ونشر مبادئ الدين وتربية الناشئة، مؤكدا أن الفقيد كان رجلا صادقا في دينه ووطنيته وفي تربية الأجيال على حب الوطن. وأضاف الأستاذ أبو بكر القادري عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال أن الحاج عثمان جوريو ضحى في كثير من الأوقات الحرجة، وراكم نضالا سواء في الواجهة التعليمية أو الجانب الفني ، إيمانا منه بأن الفن واجهة أخرى للنضال والكفاح الوطني. وبعد ذلك، توجه الحاضرون إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته التي لا تقاس ، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه ، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه ، وأن يحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يثيبه عما قدم لبلاده من تضحيات وخدمات وعلى إسهامه القوي في تربية الأجيال المغربية على الغيرة الوطنية الصادقة الجزاء الأوفى. كما توجه الحاضرون إلى الله جلت قدرته بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأن يطيل عمر جلالته، ويسدل عليه أردية الصحة والعافية، وأن يحفظ جلالته في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.