اهتمت الصحف الاسبانية الصادر اليوم الأربعاء بمصير المواطنين الأسبان الثلاثة الذين اختطفوا يوم الاحد الماضي في موريتانيا. وخصصت هذه الصحف عدة مقالات للحديث عن الجهود الرامية إلى إيجاد حل لقضية هؤلاء المختطفين الثلاثة الأعضاء بالمنظمة غير الحكومية الاسبانية (برشلونة للعمل التضامني) الذين كانوا ينقلون مواد إنسانية بواسطة قافلة تضم 13 سيارة في اتجاه دكار.
وأعتبرت صحيفة (لا بانغوارديا) ، أن عدم توفر معلومات حول عملية الاختطاف يعود إلى كون الخاطفين لم يصلوا بعد إلى وجهتهم المنشودة نظرا لشساعة المنطقة التي جرى فيها اختطاف المواطنين الاسبان.
وأبرزت الصحيفة أن الهدف الرئيسي لرئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو ، يتمثل في عدم تكرار الاخطاء التي ارتكبت من قبل الحكومة اثناء أزمة سفينة الصيد الاسبانية (ألاكرانا) التي اختطفها القراصنة في الصومال.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثاباتيرو دعا في هذا الصدد إلى توخي "الحيطة والحذر" في معالجة هذه القضية مطالبا ب"مزيد من التفهم" للعمل الذي تقوم به الحكومة لايجاد مخرج لهذه القضية.
ولضمان تدبير جيد لهذه القضية أكدت ( بانغوارديا) أن الحكومة الاسبانية قررت إحداث خلية للتنسيق السياسي برئاسة نائبة رئيس الحكومة ، تضم بالخصوص وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ومدير مركز الاستخبارات الاسبانية من أجل تتبع تطور الأحداث.
ومن جانبها كتبت صحيفة (بوبليكو) ، أن حكومة مدريد لا تدخر جهدا من أجل العثور في أقرب وقت ممكن على الاسبانيين الثلاثة ، مبرزة أن الحكومة قررت لهذا الغرض إرسال تعزيزات لوجيستيكية إلى موريتانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسبانية تعمل في مجال مكافحة الإرهاب قولها إن "المخابرات الاسبانية تمكنت من ربط الاتصال مع المجموعة التي يشتبه في قيامها بعملية اختطاف المواطنين الاسبان" .
وأكدت الصحيفة أن "عناصر من المركز الوطني للمخابرات ستحاول ترتيب لقاء مع الخاطفين في شمال شرق موريتانيا في المنطقة الصحراوية على الحدود مع الجزائر ومالي" المعروفة بكونها مخبأ لعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وأوضح المصدر ذاته أن هذا الاجتماع سيمكن من التعرف على مطالب الخاطفين وتحديد هويتهم إن كانوا أعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أم هم فقط قطاع طرق ليس لهم أي ارتباط بالإرهاب.
ومن جانبها أكدت صحيفة (إيل موندو) أن المخبرات الاسبانية تعرف المكان الذي يوجد فيه المواطنون الكاطالانيون الثلاثة ، مبرزة أن الخاطفين لم يربطوا أي اتصال مع أحد.
وفي مقال تحت عنوان "تحديد مكان المتعاونين" ، نقلت الصحيفة عن مصادر موثوقة أن "أجهزة المخابرات الاسبانية تعرف مكان وجود المتعاونين الاسبان الثلاثة الذين تم اختطافهم في موريتانيا".
وأكدت أن هؤلاء الاسبان مايزالون في أيدي المسلحين الذين اختطفوهم يوم الاحد الماضي في شمال موريتانيا ، مضيفة أن "الحكومة الاسبانية التي تعرف تماما المكان الذي نقلوا إليه لم تربط أي اتصال مع الخاطفين من أجل إطلاق سراحهم".
وأبرزت صحيفة (أ بي ثي) من جانلها أنه لتحقيق هذا الهدف والافراج عن المختطفين ، يبدو أن الحزب الشعبى (حزب المعارضة الرئيسي في البلاد) ، منح مهلة لحكومة ثاباتيرو لكي تقوم بمهامها على أحسن وجه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلافا للجدل الذي أثارته قضية سفينة الصيد الاسبانية (ألاكرانا) والمواجهة التي تسببت فيها بين الحزبين السياسيين الرئيسيين في إسبانيا (الحزب الاشتراكى العمالي الاسبانى والحزب الشعبي) ، فإنه يبدو أن قضية اختطاف المواطنين الاسبان في موريتانيا ، ساهمت في توحيد مواقف مختلف الفرق البرلمانية في مجلس النواب.
وأضافت (أ بي ثي) أن الدليل على ذلك يتمثل في قرار تعليق الضغط الذي يمارسه الحزب الشعبي المعارض على الحكومة لتمكينها من تركيز جهودها من أجل الافراج عن الرعايا الاسبان الثلاثة.