مع استمرار الغموض حول مصير المختطفين، ومرور ثلاثة أيام على اختطافهم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث أو مطالبها مقابل تحرير الرهائن، وإن كانت جميع المؤشرات تدل على أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو المسؤول عن عملية الاختطاف. ونفت مصادر أمنية موريتانية ما تحدثت عنه وسائل إعلام إسبانية من أنه جرى تحديد موقع المخطوفين، وأن الجيش يجري مفاوضات مع الخاطفين بعد أن جرى تحديد مكانهم، كما نفت مصادر مطلعة الأنباء، التي تناقلتها الصحف الإسبانية، التي أكدت أن السلطات الموريتانية طلبت المساعدة من قيادة جبهة البوليساريو في جهود البحث عن خاطفي الرهائن الإسبان، لأنها ترجح توجه الخاطفين بالرهائن نحو الشمال الموريتاني، وتجاوزهم للحدود مع الجزائر، ولأن الجبهة المذكورة هي جزء من المشكلة، المترتبة عن تحول المنطقة إلى مرتع للإرهابيين والمهربين. كما نفى مصدر رسمي مغربي بشدة، الأنباء، التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، والتي أفادت تخلي الخاطفين عن الرهائن الإسبان في منطقة قريبة من الحدود الجنوبية للمغرب، وقال المصدر إن تلك الأنباء "محض خيال" نافيا أن يكون لها أي أساس. ووسط تضارب الأنباء بشأن مصير الرهائن، وتكتم سلطات نواكشوط ومدريد عن نتائج البحث، لم يستبعد السفير الإسباني بنواكشوط، آلونسو ديثكايار ديماثاريدو، فرضية "عمل عسكري" لتحرير الرهائن الإسبان بالقوة من أيدي الخاطفين، الذين بات مرجحا أنهم عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ما يؤكد أن فرق البحث حددت مكان وجود المختطفين، ويفسر المراقبون تصريح السفير الإسباني بإمكانية اللجوء إلى العمل العسكري بأن سلطات نواكشوط ومدريد، حددت مكان وجود الخاطفين على الحدود الشرقية مع مالي. وقال السفير الإسباني، في رد على أسئلة الصحافيين، خلال مؤتمر صحفي بنواكشوط، إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي المعلومات، التي تتحدث عن تحديد مكان الخاطفين، مكتفيا بالقول "لا يمكنني أن أؤكد أو أن أنفي ذلك". وأضاف أن "الحكومة الإسبانية على تواصل دائم مع السلطات الموريتانية، التي تبذل بدورها جهودا مضنية لضمان سلامة الرعايا الإسبان المختطفين"، وأشار ماثاريدو إلى أن "تدخلا عسكريا" لتحرير الرهائن يظل واردا إذا توفرت الظروف الضرورية كي يجري بطريقة ناجحة، حسب قوله. من جهة أخرى، قررت قافلة الإغاثة الإسبانية مواصلة رحلتها رغم اختطاف ثلاثة عناصر من فريقها، مساء الأحد الماضي، وقال جوزيف رامون، المسؤول الإعلامي، إن منظمة برشلونة للعمل التضامني قررت أن تواصل القافلة رحلتها إلى السينغال وغامبيا، مضيفا أن السلطات الموريتانية أبلغتهم أنها ستؤمن الحماية لهم حتى يصلوا إلى الحدود السينغالية.