نفى السفير الإسباني في موريتانيا ، آلونسو دسكالار مازارودو ، في مؤتمر صحفي، وجود أي معلومات بحوزته تؤكد تحديد أماكن الرعايا الإسبان الذين خطفوا, أواخر الشهر الماضي، على بعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب العاصمة الموريتانية، نواكشوط، من قبل مجهولين يعتقد على نطاق واسع أنهم نشطاء في تنظيم القاعدة. وأضاف أن أي حديث من ذلك القبيل يعود بالأساس إلى السلطات الموريتانية التي تتابع الأمر بجد واهتمام وعلى أعلى المستويات، مضيفا أن الحكومة الإسبانية راضية عن تعاطي الحكومة الموريتانية مع الملف. وأثنى على الجهود التي تقوم بها موريتانيا في تعقب الخاطفين، وقال إن الحكومة الموريتانية أبلغتهم رسميا بأنها اتخذت كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لتأمين باقي أفراد القافلة. لكنه رفض إعطاء مزيد من التوضيحات حول المرحلة التي وصلها تعقب الخاطفين، قائلا "إن من شأن ذلك أن يعرقل مسار التحرك المشترك لإنهاء هذه القضية". وكان وزير الداخلية الإسباني، خوسي بيريث روبالكابا ، قد قال إن كل المؤشرات تدل على أن العمل هو من تنفيذ القاعدة، وإن كان لفت الانتباه إلى أنه أيضا لا يمكن الجزم بعد بطريقة نهائية بأي شيء، وهو أيضا ما عادت وزيرة الدفاع الإسبانية، كارمي شاكون، إلى تكراره . وإزاء النفي الإسباني الرسمي لتحديد أماكن الخاطفين، ما زالت الحكومة الموريتانية، لحد كتابة هذه السطور، تلتزم الصمت، حيث لم يصدر عنها أي تصريح رسمي منذ اختطاف الرهائن. ويأتي الصمت الموريتاني رغم تأكيد صحيفة "ألباييس" الإسبانية ، على موقعها على الإنترنت، أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، نفى، خلال لقائه، يوم الثلاثاء الماضي، مع وزير البيئة والسفير الإسباني بالقصر الرئاسي بنواكشوط، صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول تحديد أماكن المخطوفين. ويمثل المؤتمر الصحفي، الذي عقده السفير الإسباني بمقر سفارته، أول موقف رسمي يعلن في موريتانيا منذ عملية الاختطاف . وكانت السلطات الموريتانية قد أعلنت أن قافلة إنسانية كانت في طريقها من نواذيبو -العاصمة الاقتصادية للبلاد في الشمال الغربي- إلى نواكشوط، تعرضت السيارة الأخيرة فيها لإطلاق نار من مجهولين نزلوا من سيارة رباعية الدفع. وأشارت إلى أن هؤلاء قيدوا ركاب السيارة الأخيرة التي كان بها ثلاثة إسبان من منظمة "برشلونة للعمل التضامني" الإسبانية غير الحكومية. تجدر الإشارة إلي أن مصدرا أمنيا موريتانيا كان قد ذكر بأن سلطات الأمن الموريتاني من تحديد موقع عمال الإغاثة الإسبان المخطوفين، بعد يومين من اختطافهم . ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصدر أن المخطوفين موجودون على بعد أكثر من 150 كيلومترا شمال نواكشوط، غير بعيد عن موقع اختطافهم. وأضافت المصادر أن الحكومة الإسبانية لا تريد تحرير الرهائن بالقوة حفاظا على أرواحهم، وطلبت من السلطات الموريتانية تغليب منطق التفاوض والحوار مع الخاطفين بدلا من استخدام القوة.