خطف مسلحون الأحد الماضي ثلاثة إسبان يعملون في مجال المساعدات الإنسانية بينما كانوا في طريقهم لنقل قافلة مساعدات بين نواذيبو ونواكشوط تم إرسالها من برشلونة. وأبدت حكومة مدريد مخاوفها من أن يكون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وراء عملية الخطف. وقال وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا لإذاعات إسبانية عدة، على هامش اجتماع في بروكسل، «رغم أنه لا يمكن تأكيد أي شيء حتى الآن، غير أن كل المؤشرات تدل على عملية خطف. وإذا كان الأمر كذلك، وهذا ما أخشاه، فكل شيء يدل على أنها عملية خطف قام بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ومن جانبها، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون «إنها المؤشرات الوحيدة التي نملكها حول الموضوع». ويأتي خطف الإسبان الثلاثة بعد ثلاثة أيام من خطف فرنسي في شمال شرق مالي المجاورة، محتجز على ما يبدو في الصحراء لدى إسلاميين مسلحين ينتمون إلى أحد الأجنحة «المتشددة» في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حسب ما ذكر مصدر أمني مالي لوكالات الأنباء. وقال مصدر دبلوماسي إسباني في نواذيبو إن العاملين الإسبان الذين خطفوا بعد ظهر الأحد هم «رجلان وامرأة كانوا على متن سيارة، آخر آلية في قافلة متوجهة من نواذيبو إلى نواكشوط». ويتعلق الأمر بكل من: روكي باسكوال سالزار وأليسيا غاميز وابرت فيلالتا. وأوضحت الإسبانية مونتسي بوش التي تعمل في المنظمة الإسبانية للعمل الإنساني «برثلونا اكسيو سوليداريا» التي يعمل فيها الإسبان الثلاثة، أنها تمكنت من التحدث هاتفيا من دكار مع أعضاء في القافلة في موريتانيا. وأضافت أنهم كانوا في طريقهم مع «قافلة التضامن» (كارافانا سوليداريا) التي تنقل كل سنة إلى غرب إفريقيا معدات منظمات كاتالونية غير حكومية تنفذ مشاريع في كل من المغرب وموريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو، وأن الأشخاص الثلاثة المخطوفين كانوا في السيارة الأخيرة الصغيرة التي كانت تسير في القافلة الكبيرة المؤلفة من نحو عشر شاحنات كبيرة وبضع سيارات»، على الطريق بين نواذيبو ونواكشوط. وصرحت بوش بأن «مجموعة من الرجال المسلحين أوقفتهم واقتادتهم وتركت سيارتهم في مكانها بدون أن يمسوا المعدات والبضائع والأموال التي كانت في السيارة». وأكد مصدر أمني أن عملية الخطف وقعت في مكان يبعد ب 170 كلم عن نواذيبو. وأوضحت أن الخاطفين أطلقوا النار عدة مرات لوقف السيارة ثم أقلوا العاملين الإسبانيين الثلاثة في سيارة رباعية الدفع وغادروا الطريق المعبد للفرار في دروب رملية عبر الصحراء. وتابعت أنه تمت تعبئة القوات المسلحة الموريتانية المتمركزة في المنطقة وإرسال تعزيزات. وقال مصدر عسكري في نواكشوط لوكالة فرانس برس الفرنسية أن الجيش الموريتاني «أغلق كل المعابر المعروفة في الصحراء». وأكد المصدر أنهم «يضيقون الخناق على المختطفين وأنهم لا يمكنهم الفرار». وكان الجيش الموريتاني أنهى مؤخرا إعادة تنظيم قواعده وتعزيزها في شمال البلاد، لمواجهة التهديد الإرهابي. ويتعلق الأمر، خصوصا، بضمان أمن السياحة وكذلك عمليات التنقيب عن النفط التي تقوم بها المجموعة الفرنسية «توتال». وتأثرت موريتانيا في الآونة الأخيرة، وتحديدا منذ عام 2007 بسلسلة من العمليات التي قام بها فرع القاعدة في المغرب العربي. واعتقل ثلاثة موريتانيين مسجونين حاليا للاشتباه بمشاركتهم في قتل أربعة فرنسيين في علق (250 كلم شرق نواكشوط) في دجنبر 2007. وينتظر آخرون في السجن محاكمتهم لاغتيال أمريكي في نواكشوط في يونيو 2009.