أكد الباحث الأنتروبولوجي عبد العاطي لحلو أن الهندسة المغربية الأمازيغية، التي تنتشر في جبال الأطلس الكبير وفي الواحات على شكل مخازن جماعية وقصبات، تعتبر رافدا من روافد الثقافة المغربية الأصيلة. وأوضح السيد لحلو في محاضرة ألقاها اليوم الأربعاء في موضوع "التراث المعماري الأمازيغي بالمغرب: القصبات والمخازن الجماعية نموذجا" أن هذه الهندسة القديمة والأثرية والتاريخية أساسية جدا لكونها تعكس الارتباط بين الإنسان والمجال في محيط إيكولوجي جيد. وبعد أن أشار إلى أن هذه الهندسة بقيت منعزلة ولم تهتم بها الدراسات كما اهتمت بعدد من المدن والهندسات التي تعتبر متطورة وحضرية، دعا إلى التفكير في إعادة الاعتبار لهذه الهندسة واستكناه مقوماتها الإيكولوجية والبشرية حتى تتخطى القرون المقبلة وتستعيد أهميتها في إطار تنموي شامل يروم الحفاظ على الترواث الثقافية. وأبرز المحاضر أن المغرب يتميز بموقعه الاستراتيجي الهام وبتنوع بيئته الطبيعية والبشرية مما ساهم في بلورة إرث عمراني غني بغنى أنماط عيش السكان وتفاعلاتهم مع الطبيعة والمجموعات البشرية المختلفة القاطنة للبلاد أو التي تعاقبت عليها. وأشار إلى أن هذه البنايات المنصهرة في محيطها اضطلعت ومنذ قرون وإلى عهد قريب بوظائف مهمة أهمها حماية الممتلكات المنقولة والأقوات للأسر المكونة لأفراد القبيلة، كما لعبت أدوارا اجتماعية واقتصادية وتاريخية ذات أهمية قصوى. وتتميز هذه المعالم على الخصوص بمواقعها المحصنة وشكلها الهندسي المتميز وتوزيع فضاءاتها بحسب حجم الساكنة والمواد التي استخدمت في بنائها. واستعرض الباحث بعض الدراسات التي تناولت موضوع القصبات والمخازن الجماعية، خاصة خلال منتصف القرن الماضي، مما سمح بفهم واستيعاب طبيعة هذه البنايات وظروف نشأتها وتطورها.