في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الرشيدية الثقافي، انعقدت، اليوم الخميس بنفس المدينة، ندوة "السياحة الواحية والصحراوية .. الواقع والتطلعات"، أكد فيها المتدخلون على خصوصية هذا النوع من السياحة، خاصة الثقافية منها. وعرف السيد امبارك آيت القايد، مندوب وزارة الثقافة، في بداية هذه الندوة، بالواحة من الناحية اللغوية ليشير بعد ذلك إلى مساهمتها في جلب العملة الصعبة، وخلق توازن في الميزان التجاري، وإن كان المجهود المحلي المبذول في سبيلها غير كاف. من ناحيته، وبعد أن أبرز لحسن آيت الفقيه، الباحث في التراث، المفهوم والدلالة اللغوية للواحة وتحديد ماهيتها، ركز على العناصر الثقافية، والثقافة السياحية ومدى ارتباطها بمجال الواحة كفضاء يمكن أن يستغل بكل عناصره المادية وإمكانياته. وركز لحسن لكبيري الباحث بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، في مداخلته، على التنوع الجيولوجي للمنطقة والإمكانيات الطبيعية للواحات وكذا ما يهدد بقاءها، كالتصحر وزحف الرمال. وفي معرض حديثه عن طبيعة الأرض بالواحات وكذا طبيعة الخدمات الثقافية أشار إلى أن الواحة في المغرب تحتاج إلى الأطلس الكبير الذي يزودها بالتربة والماء والنباتات الطبية التي تمثل صيدلية متنقلة، مركزا على الخدمات الروحية والدينية والجمال البيئي الذي يضم حشرات غير موجودة في العالم، وكذا اعتبار الصحراء مجالا للوحي والإلهام فضلا عن دورها في المجال التربوي وكتراث ثقافي علاوة على غناها التاريخي الذي تشهده واحات تافيلالت. ومن جهته، أبرز عبد المجيد لعباب مندوب وزارة السياحة بالرشيدية، انقسام الاهتمام بالسياحة القروية إلى ثلاث مراحل، تتحدد الأولى في مرحلة الستينات وبداية الثمانينات، التي يمكن اعتبارها مرحلة بدائية بخصوص السياحة الجبلية، والثانية امتدت إلى غاية 2000، وتميزت بوجود مشروع فرنسي مغربي وضع اللبنة الأولى لسياحة الأطلس المتوسط، ثم، وابتداء من 2001، عرف المغرب ما سمي بالاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية. وأكد على أهمية تنمية السياحة الواحية، مركزا على تجربة فضاء الاستقبال السياحي شبه الصحراوي والواحات، ليعطي صورة كاملة عن شروط الإقامة في الفضاء والإكراهات، وكذا رغبة الوزارة المعنية في العمل مع باقي المتدخلين، في محاولة لإنعاش القطاع السياحي، والرفع من وتيرة العمل في هذه الفضاءات على الرغم من العراقيل. ومن جهتها، تحدثت السيدة كاييل بو، صاحبة قصبة سياحية بأكدز، تقيم في المغرب مع زوجها منذ أكثر من عشر سنوات، عن فكرة نموذجية تدخل في إطار ما يعرف بالقصبات، وتحديدا بأكدز، (70 كلم عن ورزازات) حيث تم تحويل قصبة إلى مشروع سياحي رائد في استقبال السياح، في منطقة تزخر بمؤهلات طبيعية وهندسية متنوعة.