أسدل الستار مساء أمس الأحد بمدينة فجيج على فقرات الدورة الرابعة لمهرجان ثقافات الواحات بحفل فني أحيته فرقة من مالي وفرقة بوعنان وفرقة فجيج. وأتحفت المجموعات، التي شاركت في هذا الحفل الختامي، جمهور المهرجان بمقطوعات تراثية من فن (أورار) و(أحيدوس) و(بوحدة) من تالسينت، مستعملة في ذلك آلات عصرية كما هو الشأن بالنسبة للفرقة المالية، وآلات من الموروث الحضاري العريق للأقاليم الصحراوية المغربية. ولقيت الأغاني والأهازيج المحلية التي قدمتها المجموعات المشاركة في هذه الأمسية استحسانا كبيرا من الجمهور الذي حج بكثافة إلى هذا العرس الفني، والذي ردد بتلقائية وشغف كبيرين المقطوعات التي غنتها، وتمايل مع الرقصات والتعابير الجسدية التي أدتها بإتقان كبير. وأوضح السيد عمر عبو رئيس المجلس البلدي لفجيج، والمندوب الإقليمي لوزارة الثقافة، في كلمات في افتتاح هذا الحفل الاختتامي، أن الواحات شكلت في الماضي درعا منيعا في وجه الاستعمار والدفاع عن حوزة الوطن وهي اليوم درع منيع في مواجهة التصحر وزحف الرمال. وأضاف أنه من ثم يتعين النهوض بهذه المناطق الواحية حتى تضطلع بدورها البيئي كما يجب، والعمل على إرساء قواعد وأسس التنمية المندمجة بها والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري الذي راكمته على مر الأزمنة الذي يتميز بالخصوص بحرصه على التوازن والتكامل البيئي بالمنطقة. يشار إلى أن هذه التظاهرة، التي نظمت بمبادرة من المجلس البلدي بفجيج بشراكة مع وزارة الثقافة والوكالة الجهوية الشرقية والمعهد الفرنسي للشرق، تزامنت مع احتفالات المغرب بالذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة والزيارة التي قام بها سفراء عدد من الدول الأوروبية والأمريكية المعتمدون بالمغرب لهذه المناطق. كما سعت دورة هذه السنة، على غرار سابقاتها، إلى تحقيق التميز والتفرد باهتمامها بالمجالات الواحية التي كانت دائما مجالات للالتقاء والتعاون والتبادل، وللسلم والسلام ولربط الاتصال بين مختلف الشعوب، وإبراز المخزون الثقافي والتراثي المتميز للواحات وإظهار خصوصياتها ومؤهلاتها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن أبرز الأنشطة التي ميزت هذه الدورة افتتاح معارض تصب كلها في التعريف بثقافة الواحات منها معرض للفنون التشكيلية ومعرض للصور ومعرض للتحف والأدوات ومعرض للصناعة التقليدية ومعرض للوثائق ومعرض للمنتجات المحلية، وندوات علمية تؤرخ للذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة بعنوان "البيئة بمنطقة فجيج وإشكاليات الحفاظ عليها" و"أية استراتيجية لتنمية الصناعة التقليدية بمدينة فجيج".