أسدل، مساء أمس الثلاثاء بمكناس، الستار على النسخة الخامسة من فعاليات المهرجان المغاربي الذي تنظمه سنويا جمعية (سيرفيس آر)، بحفل فني تم خلاله تكريم عدد من رواد المسرح بالمنطقة المغاربية. وتم خلال هذا الحفل الفني، الذي حضره والي جهة مكناس تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي وعدد من الشخصيات المحلية إلى جانب جمهور غفير، تكريم كل من فاطمة الركراكي والمحجوب الراجي من المغرب، وصالح الأبيض من ليبيا، وزهيرة بن عمار من تونس.
وقبل تسلم المحتفى بهم هدايا رمزية، قدمت شهادات في حقهم أبرزت مسارهم المهني، وحضورهم القوي في المشهد المسرحي المغاربي، فكان الاحتفاء بهم بمثابة وقفة تقدير ولحظة اعتراف بإسهاماتهم التي أغنت تجارب أب الفنون في المنطقة، لا سيما بالنسبة للفنانين الركراكي والراجي الذين تجاوزت عطاءاتهما أزيد من خمسة عقود.
كما تميز اختتام هذا العرس المسرحي، الذي أقيم بدار الثقافة الفقيه محمد المنوني بوصلات موسيقية تراثية قدمتها مجموعتا عيساوة وأحيدوس لمنطقة الأطلس المتوسط إلى جانب مجموعة محلية أضفت على الفضاء بهجة واحتفالية.
وفي كلمة لرئيس الجمعية ومدير المهرجان السيد إدريس بنوشان، أكد أن المهرجان ولد ليكون جسر محبة وتلاق بين دول المغرب العربي وللتأكيد على أن المغرب بلد كل الفنانين وأنه يمكنهم تشكيل جسم واحد على أرضه، مشيرا إلى أن هذا الموعد يشكل في كل دورة فرصة للتقارب وتبادل الخبرات والأفكار.
وأضاف أنه رغم ما حققه المهرجان من مكاسب، فإن طموح جمعية (سيرفيس آر) كبير مقابل الإمكانيات التي توفرت له خاصة مع غياب انخراط بعض الجهات عن المساهمة في تنظيمه، معربا عن الأمل في أن يتمكن هذا الموعد الذي يهم الجميع من إيجاد الدعم الذي يستحقه.
وقد تميزت فعاليات المهرجان بتنظيم ندوة حول موضوع "تفعيل التعاون المسرحي المغاربي" عالج فيها المشاركون عددا من القضايا، وأبروزا أهم جوانب هذا التعاون، وضرورة دعم مهرجان مكناس والمساهمة في إغنائه وتنظيم مهرجانات مماثلة بأهم المدن المغاربية.
كما اتفق المشاركون على تأسيس إطار مغاربي يكون مقره مكناس، من أجل توحيد الجهود وتفعيل التعاون للارتقاء بالمسرح المغاربي إلى ما يطمح إليه المسرحيون حيث تم لهذا الغرض تكوين لجنة تحضيرية لإعداد الوثائق والترتيبات الضرورية تضم المسرحيين عبد الكريم برشيد وأحمد مسعايا وعبد القادر عبابو وسعد الله عبد المجيد ومومن الصافي وعبد الواحد بن ياسر.
واشتمل برنامج هذا المهرجان، الذي نظم بتعاون مع الجماعة الحضرية لمدينة مكناس، ومديرية وزارة الثقافة، على تنظيم ورشات فنية وفكرية أطرها مجموعة من الفاعلين المسرحيين لفائدة عدد من الشباب المهتم بفن الركح، وعرض عشر مسرحيات قدمتها فرق من الجزائروتونس وليبيا والمغرب، جسدت أهمية التجربة التي راكمها المسرح المغاربي.
ومن ببن الأعمال التي عرضت في المهرجان "مفقود " ل(شركة سنديانة للمسرح من تونس) و"عيد زواج جلاد" ل(فرقة جامعة عمر المختار الجبل الأخضر) من ليبيا، و"كن صديقي" ل(نادي مسرح الفصول) من شفشاون، و"دعوة رسمية" ل(المرصد المغاربي للإبداع) من الدارالبيضاء، و"كرا" ل(ورشة ويمرز) من تيزنيت، و"شيخ الرزة" ل(فرقة المسرح الجديد) من مكناس.