استمتع الجمهور العريض, الذي حضر حفل اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الثقافة الصوفية في فاس, بأجمل الأغاني والموشحات والمواويل التي يحفل بها الربتوار الموسيقي لواحد من عمالقة الإرث الموسيقي لحلب المغني السوري صباح فخري. فبصوته العذب, شنف النجم السوري صباح فخري مسامع هذا الجمهور, العارف بأعمال هذا الفنان الموهبة, بأجود ما غناه ولحنه خلال مساره الفني الغني, من موشحات غنائية ومواويل أصيلة وبعض الأغاني الحلبية العريقة إلى جانب تقاسيم مشهورة على آلة العود. وأخذ صباح فخري (76 سنة), الذي درس الموسيقي بحلب ثم بدمشق, خلال سنوات طويلة تقاليد الغناء العربي عن كبار المعلمين مثل علي درويش وعمر البطش ومحمد رجب, ورغم أدائه لأفضل قصائد كبار الشعراء العرب الكلاسيكيين والمعاصرين كأبي فراس الحمداني وابن زيدون أو ابن زهر, فإن نجمه سطع أكثر في أعماله الموسومة بالطابع الحلبي. وصباح فخري, الذي يعد ظاهرة منفردة في الطرب العربي المعاصر, أحيى على مدى عقود العديد من الحفلات عبر العالم, وحاز سنة1978 على الميدالية الذهبية للموسيقى العربية بدمشق. كما ساهم ظهوره كفنان/مغني في مسلسلات شهيرة مثل ""نغم الأمس "" أو""الوادي الكبير"" في شهرته الواسعة في العالم العربي . وقد تميزت هذه الأمسية الختامية بالعرض الفني الذي قدمته فرقة الدراويش التي أتحفت الجمهور الغفير بأفضل ما لديها من أذكار وأناشيد دينية. يذكر أن الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي الصوفي لمدينة فاس استقطبت على مدى ثمانية أيام (مابين18 و25 أبريل الجاري) ,آلاف المولعين بفن السماع والمديح وبالثقافة الصوفية عموما . وقد عرفت هذه التظاهرة الفنية ,المنظمة بمبادرة من جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية ,مشاركة فنانين وباحثين قدموا من عدة بلدان أجنبية وتنظيم العديد من الحفلات التي أحيتها فرق صوفية ومجموعات دينية ووجوه بارزة من هذا الفن الأصيل . وبحسب المنظمين ,فإن هذه التظاهرة التي ستكتسب شهرة أكبر على مر الوقت ,تروم تشجيع البعد الثقافي للتصوف ,بواسطة بعض معالم هذا التراث الرفيع . ويرى السيد فوزي الصقلي ,رئيس المهرجان أن "" هذا الموعد يبحث بطرق متواضعة من دون شك ,ولكن بشكل واضح ,عن طريقة تضمن الاستمرارية لإنسانيتنا وعن توجه نحو تنمية كمية ونوعية (وليس فقط كمية على غرار واقع الحال اليوم حيث الغلبة للمعايير المالية المحضة للنمو).. وأضاف السيد الصقلي في تصريح للصحافة ,أن مهرجان الثقافة الصوفية ,لايروم فقط سبر أغوار التراث الروحي والفني لثروة روحية ,ولكن أيضا لتعميق التفكير حول مايمكن أن يسهم به هذا التراث داخل المجتمع المغربي حاليا.