تعد زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير، التي احتضنت يومي 16 و17 يونيو الجاري ندوة علمية دولية شارك فيها علماء وشخصيات مرموقة من العالمين العربي والإسلامي ومن بعض المناطق المغربية خاصة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، من الزوايا الرائدة في العالم الإسلامي. وتستقبل هذه الزاوية الدرقاوية الشاذلية، التي يظل بابها مفتوح على مدار الساعة، الضيوف وتكرمهم، وتخرج الطلبة بعد تعليمهم أحكام الدين وحفظ القرآن الكريم، وترشد الناس وتعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة لما فيه صلاح أحوالهم وأمورهم. وتنسب هذه الزاوية، الموجودة على قدم جبال الاطلس المتوسط بالجماعة القروية بني عياط بإقيم أزيلال، إلى مؤسسها الشيخ سيدي إبراهيم البصير المتوفى سنة 1945. وينتمي الشيخ سيدي إبراهيم البصير لأسرة عريقة اشتهرت بالصلاح والولاية في منطقة الساقية الحمراء وموريتانيا والسودان ومنطقة سوس، وبنت العديد من الزوايا بهذه المناطق، وهو ينتمي لأسرة آل البصير المنحدرة من قبائل الرقيبات، وتحديدا من فخدة المؤذنين المنتسبة إلى على بن أحمد الركائبي المتصل نسبه بالقطب الشهير مولاي عبد السلام بن مشيش. وقد بقيت هذه العشيرة الشريفة تتنقل من أجل الدعوة إلى الله ونفع الخلق وبنت زوايا لها بعدد من المناطق، من بينها مراكش والرحمانة والدار البيضاء وبني مسكين وقصبة الزيدانية إلى أن استقر بها المقام أخيرا بمنطقة بني عياط التي بنيت بها الزاوية المعروفة باسم "زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير". وعرف عن الشيخ سيدي إبراهيم البصير مقاومته للاستعمار الفرنسي الذي ظل يلاحقه طول الوقت، مما حتم عليه تغيير مقر إقاماته إلى أن نزح إلى أدغال الأطلس المتوسط بعدة مناطق جبلية، إلى أن استقر أخيرا بإحدى سهول بني عياط بإقليم أزيلال، لأن المريدين الذين كانوا يزورونه في الجبل كانوا يتكبدون مشاقا في الوصول إليه، وهذا هو السبب الذي دعاه إلى النزول إلى السهل وبناء الزاوية التي لا تزال معروفة باسمه سنة 1913. ومنذ ذلك الحين، والزاوية، التي أسست بها مدرسة قرآنية علمية يحفظ فيها القرآن الكريم وتلقى فيها دروس في أحكام الدين على مذهب الإمام مالك رضى الله عنه، تمثل اليوم التصوف السني الحي البعيد عن البدع والخرافات حيث لا تنقطع مجالس الذكر والصلاة بها. وجدير بالذكر أن أتباع الزاوية موجودون بالصحراء المغربية وقبائل آيت عمران بسوس ومراكش والرحامنة ودكالة والدار البيضاء والشاوية وورديغة وتادلة وآيت عتاب وقبائل زيان.