انطلقت اليوم الاربعاء بمقر زاوية الشيخ سيدي ابراهيم البصير بالجماعة القروية بني عياط ياقيم أزيلال أشغال الندوة العلمية الدولية المخلدة للذكرى الاربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية . وتروم الندوة ، المنظمة تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، إبراز الدور الهام الذي لعبه المقاوم الوحدوي سيدي محمد بصير لجمع شمل الامة المغربية من خلال حركته "الحركة الوطنية لتحرير الصحراء" التي أنشأها للم شمل أبناء الوطن الواحد . كما تهدف الندوة ، المنظمة على مدى يومين من طرف الطريقة الشاذلية الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية بتعاون مع المجلس الاستشاري لحقوق الانسان تحت عنوان "الطريقة الشاذلية الدرقاوية البصيرية وقيم الوحدة" ، إلى جانب الجانب السياسي الحقوقي ، التطرق إلى الجانب الديني الصوفي الذي له علاقة بالاطار المرجعي لزاوية الشيخ سيدي إبراهيم بصير الوحدوية مدى التاريخ . وقد تضمن برنامج اليوم الاول من الندوة مداخلات لعدد من العلماء والشخصيات المرموقة القادمة من دول عربية واسلامية ، من بينها على الخصوص مداخلات العلامة الشيخ عبد الرحيم محمد صالح ، شيخ الطريقة السمانية بالسودان تحت عنوان "السياق التاريخي لالتفاف أفريقيا حول المذهب المالكي"، ومداخلة العلامة الدكتور عبد الناصر الجبري عميد كلية الدعوة بلبنان تحت عنوان "أهمية وحدة الشعوب". كما تدخل خلال هذه الجلسة ، التي حضرها والي جهة تادلة أزيلال وعامل اقليمبني ملال السيد محمد الدردوري ، وعامل عمالة اقليم أزيلال السيد علي بيو كناش إلى جانب عدد من العلماء وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية ، كل من السيد فرانسيسكو بيلدا ، أستاذ بكلية الحقوق بجامعة لاس بالماس تحت عنوان "السياق التاريخي لخروج إسبانيا من الصحراء ونشأة البوليساريو"، ومداخلة السيد رفيق ناجي ممثل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بجهة تادلة أزيلال تحت عنوان "من أجل الكشف عن مصير سيدي محمد بصير". وقد اعتبر المجلس الاستشاري لحقوق الانسان في مداخلته أن مسألة الكشف عن مصير سيدي محمد بصير ليست قضية عائلية أو قضية القبائل الصحراوية وحدها بقدر ما هي قضية شعب بكامله ، مبرزة التزام المجلس بعدم ادخار الجهود للكشف عن مآل جميع مجهولي المصير المودعة لديه ومن بينها حالة سيدي محمد بصير الذي لم يعرف عنه أي شئ بعد "انتفاضة الزملة" في العيون في 17 يونيو 1970 . وكان الحاضرون قد تتبعوا خلال الجلسة الصباحية شريطا وثائقيا تحت عنوان تندوف : قصة مكلومين " يتضمن شهادات حية لبعض المواطنين المغاربة الذين كانوا ضمن الاسرى المعتقلين بجحيم تندوف . ومن المقرر أن تتواصل نهار الغد فعاليات الندوة التي يشارك فيها علماء وشخصيات مرموقة من كل من السودان وسورية وموريتانيا والجزائر وجنوب أفريقيا ولبنان والسينغال وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا، بالإضافة إلى علماء من المغرب وممثلين لهيئات حقوقية وطنية، كالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وشخصيات من الاقاليم الجنوبية . وسيعرض على هامش الندوة، ربورتاج يحمل عنوان "المنجزات المغربية بالصحراء في خدمة الجوانب الحقوقية" تم انجازه من قبل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، كما ستنظم أمسية دينية صوفية بمقر الزاوية احتفاء بالفقيد سيدي محمد بصير . وتجدر الاشارة الى أن سيدي محمد بصير ، المزداد سنة 1942 بمقر الزاوية التي أسسها والده الشيخ ابراهيم البصير بجماعة بني عياط بإقليم أزيلال ، كان ضمن طليعة الرواد الذين انخرطوا في صفوف المقاومة الوطنية من أجل مقاومة الاستعمار الاسباني وتعميق روح الوحدة والتشبع بقيم المواطنة الحقيقية .