يحرص منظمو مهرجان موازين - إيقاعات العالم على أن تكون فلسطين حاضرة في برمجته العامة. وقد فتحت دار الفنون بالرباط ، هذه السنة، أذرعها للمطربة سلمى بعد أن سبقها لاعتلاء هذه المنصة فرقة زمن للموسيقى والفنان جهاد عقل، ومجموعة "جذور" وغيرها من الأسماء والفنانين الفلسطينيين. وأحيت المطربة سلمى مساء اليوم الخميس حفلا خصصته للطرب الأصيل ، فأثارت أجواء موسيقية ذات حضور خاص، فالاستماع للطرب العربي من حناجر فلسطينية ألفت الآذان والمهج أن تسمع منها أغاني وطنية حماسية، زاد من قوة هذا الحضور. وأضفت فضاءات دار الفنون، وهي في حد ذاتها سمفونية غنائية، نكهة متميزة تنطق بالمحبة والسلام الروحي والوجداني، خاصة أن الفنانة سلمى اختارت أداء روائع سيدة الطرب العربي أم كلثوم . وليس أفضل من دار الفنون مكانا للاستمتاع بقصائد خلدت، فخلدت معها أسماء شعراء وملحنين كبار، فقد تمايل الحضور مع أبيات من "رباعيات الخيام" التي ترجمها عن الفارسية الشاعر أحمد رامي (سمعت صوتا هاتفا في السحر.. نادى مِن الحانِ غفاة البشَر.. هبوا املأوا كأس الطلا .. قبَل أن تَفعم كأس العمر كف القدَر) ومن "الأطلال" للشاعر أحمد ناجي (يا فؤادي لا تسل أين الهوى.. كان صرحا من خيال فهوى..). وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت المطربة سلمى قبيل انطلاق الحفل أن موازين إيقاعات العالم قيمة مضافة للفنان، ف"بفضل مهرجانات من هذا المستوى والحجم تتاح للمبدع فرصة إثبات وجوده". وأضافت أن تمسكها باللون الطربي وبالعصر الذهبي للموسيقى العربية، نابع من اقتناعها بهذا اللون، الذي نجحت فيه بفضل مساحة الصوت وبشهادة موسيقيين كبار، وحضورها في تظاهرة كموازين وحرصها على تمثيل فلسطين أحسن تمثيل هو في حد ذاته مسؤولية كبرى ملقاة على عاتقها. من جانب آخر، أكدت أنها من عشاق الموسيقى المغربية، و"كيف لا وهي من إبداع فنانين كبار لهم باع طويل في تاريخ الموسيقى العربية"، مشيرة إلى اطلاعها الواسع في مجال الأغنية المغربية ورغبتها في التعامل مع مبدعين مغاربة . وكانت المطربة سلمى قد بدأت مشوارها الفني بأداء أغاني فلسطينية تتغنى بالوطن، إلا أن ظروف إقامتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية لحوالي 30 سنة، تؤكد الفنانة في التصريح ذاته، فرضت عليها الابتعاد عن الأضواء.