تستعد مدينة قلعة السراغنة لإقامة مهرجانها الثقافي الأول،ما بين ثامن وعاشر يوليوز القادم،والذي يتوخى منظموه أن يتكفل ب"نفض بعض من غبار الزمن عن تراث المنطقة ورد الاعتبار للموروث الثقافي الأصيل". وأكد عباس فراق المدير الفني للمهرجان،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن تصوره لمهرجان قلعة السراغنة يتجه نحو إبراز الجانب المنسي من التراث الشعبي والحافل بالحمولات الفنية والثقافية التي تؤرخ لمنطقة ساهم أبناؤها ورجالاتها فنيا وعلميا وإنسانيا في صنع تاريخ المغرب وحضارته العريقة. وأوضح المبدع المسرحي والسينمائي عباس فراق،الذي يعد أحد أبناء المنطقة،أن التراث الشعبي هو ملك مشترك للجميع،ساهم كل المغاربة في إثرائه والتعبير من خلاله عن همومهم وانشغالاتهم،وبذلك شكل مرآة لشخصيتهم وبيئتهم،ومن تم ينبغي الحرص على إحيائه بتوفير سبل التعريف به لدى الأجيال الصاعدة،وكذا العمل على تطويره بل وتنقيحه من بعض الشوائب التي علقت به بفعل ما لحقه من تشوهات انحرفت به عن مساره ومجراه الطبيعي. وسجل،في هذا الاتجاه،أن مهرجان قلعة السراغنة يأتي كمبادرة هادفة تروم "وضع الأمور في نصابها"،أي التنقيب قدر الإمكان عن الأصول والجذور في تقديم لوحات تراثية تمتح من المنابع عبر عروض فرجوية تلتزم بالنسخ الأصلية أو المطابقة للأصل،في مجالات متعددة كالعيطة الحوزية وحمادة التي تمزج بين الحوزي والحساني الصحراوي واعبيدات الرمى وغيرها،مع محاولة تقريب المتلقي (الجمهور) من رموز ودلالات هذا التراث عن طريق التعابير الجسدية; مثل الرقص والإيحاءات أو عن طريق الكلمة والإيقاع الموسيقي. وأضاف قائلا إن "اللوحة الفولكلورية ليست مجرد بطاقة بريدية بسيطة كما يفهمها البعض،بل هي أعقد من ذلك بكثير،فهي صورة تعبيرية تزخر بالحمولات والرسالات المشفرة،وبالتالي فإن الإمعان في فك رموزها ينقل للمتلقي فكرة عن مجتمع برمته،عن طبيعة نظامه واقتصاده والعلائق البشرية بين سائر مكوناته" وحول ما يحمله المهرجان من جديد مقارنة مع باقي المهرجانات،أبرز أن جمهور قلعة السراغنة سيكون على موعد مع "الفرجة عن قرب" داخل فضاءات رحبة مفتوحة لتتبع عروض شعبية تصاحبها ورقات تعريفية تساعد الجمهور على اكتساب معلومات حول خبايا وأسرار عميقة الدلالة لعدد من النماذج التراثية الشعبية. ويشارك في المهرجان نحو 20 مجموعة تمثل الفنون الشعبية لمنطقتي السراغنة والرحامنة وغيرها من جهات المملكة،مع تنظيم ندوة حول الفنون الشعبية ستضم ثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين،الى جانب مجموعات فنية أخرى تمثل ألوانا متنوعة حديثة سيتم توزيعها على فضاءات المدينة انسجاما مع مبدإ الجمع بين الأصالة والمعاصرة.