لن تكون طريق المنتخب الفرنسي،بطل العالم في دورة 1998 ووصيف بطل الدورة الماضية،مفروشة بالورود،رغم تواجده في مجموعة تضم منتخبات أقل عيارا منه على الورق لكن بإمكانها أن تقلب عليه الطاولة. وتضم المجموعة الأولى،التي يتواجد بها المنتخب الفرنسي،منتخبات البلد المضيف جنوب إفريقيا والمكسيك والأروغواي،بطل العالم مرتين في دورتي 1930 و1950 . -- سعي منتخب "الزرق" إلى إعادة إنجاز دورتي 1998 و2006: رغم أن المنتخب الفرنسي يعج بالنجوم فقد تأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا بمشقة بعد أن احتل المركز الثاني خلف منتخب صربيا في مجموعة التصفيات الأوروبية السابعة. وفي مباراتي السد ضد منتخب جمهورية إيرلندا تفوق الفريق الفرنسي في مباراة الذهاب بدبلن بهدف دون مقابل،ولكن المنتخب الإيرلندي حقق نتيجة الفوز في مباراة الإياب بباريس بنفس النتيجة ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي أحرز فيه المنتخب الفرنسي هدفا عن طريق وليام غلاس بعد تمريرة من تيري هنري بيده،وهو الهدف الذي منح مجموعة رايمون دومينيك بطاقة التأهل للمونديال لكنه أسال الكثير من المداد. غير أنه يبدو أن الفريق الفرنسي الذي يعاني أزمة نتائج وخاصة بعد المشاكل التي أثيرت بشأن الاختيارات التكتيكية غير الصائبة لدومنيك الذي باتت أسابيعه معدودة على رأس المنتخب،غير مؤهل لتكرار إنجاز دورتي 1998 التي أقيمت على أرضه وتوج بلقبها و2006 التي حل فيها في مركز الوصافة عقب هزيمته أمام المنتخب الإيطالي بالضربات الترجيحية 6-4 (1-1). وما زاد الطين بلة الفضائح الأخلاقية الأخيرة لبعض لاعبي الفريق والتي تورط فيها على الخصوص فرانك ربيري وسيدني غوفو وإبعاد لاعبين آخرين على غرار النجم المخضرم باتريك فييرا لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي وسمير نصري لاعب أرسنال وكريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني. وكان فييرا (33 عاما) يأمل في تمثيل بلاده التي لعب لها نحو 107 مباريات دولية, وكان ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب فرنسا الذي فاز بكأس العالم 1998 وسيخلفه في حمل شارة العمادة تيري هنري مهاجم برشلونة الإسباني. ويعد فييرا آخر أعضاء الفريق الذهبي الذي تفوق على المنتخب البرازيلي 3-0 في المباراة النهائية التي قادها الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة. ورغم التصريحات المتفائلة القائلة بأن المنتخب الفرنسي لايشتد عوده إلا أوقات الشدة والأزمات مثلما حدث عام 2006 لكن شتان مابين منتخبي 2006 و2010 ذلك أن المنتخب الحالي لا يتوفر لا على عبقرية زيدان ولا على صلابة سقاء من طينة ماكليلي ولا قناص من عيار فييرا. -- منتخب البفانا بفانا يتطلع إلى الظهور بوجه مشرف للكرة الإفريقية: يسعى منتخب جنوب إفريقيا (البلد المضيف) الذي عجز عن التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في يناير الماضي في أنغولا إلى الظهور بوجه مشرف للكرة الإفريقية والعمل على تجاوز الدور الأول للسير على خطى منتخبات العديد من البلدان المستضيفة على غرار منتخب كوريا الجنوبية في مونديال 2002 عندما بلغ المربع الذهبي. فتخطى عتبة الدور الأول هو الهدف المرسوم من قبل الاتحاد الجنوب إفريقي والمدرب البرازيلي كارلوس ألبيرطو باريرا الذي قاد منتخب "السليساو" إلى الفوز بكأس العالم لعام 1994 في الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي سبق له أن قاد منتخب "البفانا بفانا" من يناير 2007 إلى أبريل 2008 قبل أن يتولى مقاليد تدريبه مجددا في أكتوبر 2009 أي بعد احتلال المنتخب المركز الرابع في كأس العالم للقارات في يونيو من السنة ذاتها. وأقام باريرا معسكرا تدريبيا في ريو دي جانيرو لمدة شهر كامل وتحديدا ب"تريسوبوليس" مركز تداريب المنتخب البرازيلي وذلك لإبعاد اللاعبين عن كل ضغط محتمل. ويعول الفريق على لعبه الجماعي وحماس وقوة عزيمة لاعبيه خاصة وأنه يلعب على أرضه وأمام جمهوره وفي ظروف مناخية متعود عليها أكثر من غيره. ومن بين اللاعبين الذين سيعتمد عليهم كارلوس ألبيرطو باريرا في المونديال قائد الكتيبة آرون موكوينا لاعب بورسموث الإنجليزي والمخضرم بنديكت ماكارثي مهاجم ويست هام. وتأمل الجماهير الجنوب إفريقية في استعادة أمجاد التسعينيات حين فاز منتخبها بكأس الأمم الإفريقية عام 1996 في أول ظهور قوي لكرة جنوب إفريقيا بعد انتهاء فترة المقاطعة التي فرضت على نظام الميز العنصري السابق. ويحدو الفريق الجنوب إفريقي العزم على ألا يفوت فرصة إقامة أول مونديال إفريقي على أرضه للتوقيع على مشاركة متميزة وقد تكون في أسوأ الحالات بلوغ الدور الثاني الذي لم يكتب له بلوغه في مشاركتيه السالفتين عامي 1998 و2002 . -- منتخب المكسيك منافس قوي على إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني: يشارك المنتخب المكسيكي للمرة الرابعة عشر في نهائيات كأس العالم،وهو المنتخب الذي عود عشاق الكرة المستديرة على تقديم عروض راقية ومباريات مثيرة. ولكن دون أن تكتمل المتعة بمنافسة قوية في الأدوار النهائية باسثناء بلوغه دور ربع النهاية مرتين. وبرأي المراقبين فإن المنتخب المكسيكي سينافس بقوة على إحدى بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة إلى دور ثمن النهاية،لاسيما وأن مستواه شهد تحسنا كبيرا بقيادة المدرب أجويري بعد فترة مخيبة للآمال بقيادة السويدي سيفن جوران أريكسون مدرب منتخب إنجلترا السابق. فقد قاد أجويري منتخب بلاده لتحقيق سلسلة من الانتصارات في مشوار التصفيات كان أهمها على السلفادور 4-1 في المباراة التي منحت المنتخب المكسيكي بطاقة التأهل عن مجموعة الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكرايبي). وتبقى أفضل مشاركة للمنتخب المكسيكي دوليا هي الفوز بكأس القارات عام 1999 على أرضه،وقاريا التتويج بكأس الكونكاكاف وبلوغه دور ربع النهاية في مونديالي 1970 و1986 على أرضه. -- منتخب الأروغواي والحنين إلى الماضي: يظل منتخب الأروغواي الفائز بكأس العالم عامي 1930 على أرضه و1950 بالبرازيل من المنتخبات التي تحظى بالاحترام والتقدير اعتبارا لماضيها التليد. ويمثل خط الهجوم القوة الضاربة للفريق بفضل الثنائي المرعب دييغو فورلان (أتلتيكو مدريد الإسباني) وسواريس (أجاكس أمستردام الهولندي). والطريف أن منتخب الأوروغواي فاز في مرحلة التصفيات بست مباريات وتعادل في ست وهزم في ست وأحرز على آخر بطاقة تأهل إلى نهائيات المونديال الجنوب إفريقي بعد تخطي نظيره الكوستاريكي في مجموع مباراتي السد الفاصلة (1-0 و1-1). ورغم أن منتخب الأروغواي فاز بكأس العالم مرتين فهو لم ينجح على مدى أجيال متعاقبة في استعادة أمجاد الثلاثينيات والخمسينيات. وتعقد جماهير الأوروغواي آملا عريضة على نجمها فورلان الذي قاد أتلتيكو مدريد إلى الفوز بالدوري الأوروبي (أوروبا ليغ) على حساب فولهام الإنجليزي.