أكد السيد خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن تسييس حالة المدعوة أميناتو حيدر "يعود إلى رغبة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، في تغيير منحى المفاوضات المباشرة مع المغرب". وأوضح السيد خليهن ولد الرشيد، في حوار نشرته مؤخرا صحيفة "لاغيثيا" الإسبانية، أن تسييس هذه الحالة يرجع أيضا إلى سعي " (البوليساريو) إلى التهرب من مسؤولياتها في تلك المفاوضات الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة"، مضيفا أن "المفاوضات متوقفة لأن البوليساريو والجزائر لا يريدان مناقشة جوهر المسألة ولا الذهاب رأسا إلى جوهر القضايا المطروحة".
وقال "لم نتوصل بعد إلى العثور على شريك في الجزائر يشجع الحوار" مبرزا أن "الصحراء ملف تستخدمه الجزائر لحل شؤونها الداخلية، ومن ثم تدخلها المستمر، حيث أنه كلما كنا على وشك التوصل إلى تفاهم متبادل، تحول الجزائر دون ذلك، وهذا هو الحاصل الآن مع أميناتو حيدر التي هي بمثابة فرامل الجزائر في وجه مفاوضات تتجه إلى الأمام".
واعتبر أن "إضراب أميناتو حيدر عن الطعام هو احتيال سياسي وخدعة واضحة للرأي العام الإسباني والدولي، سعيا وراء إعادة الأمور إلى الوراء، في الوقت الذي تم فيه تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، من شأنه أن يسهم في استكمالها واستثمارها".
وأضاف أنه تم " تسييس حالة المدعوة أمينتو حيدر، التي اختارت تلك الوضعية، وافتعلتها، وذلك بدعم من جبهة (البوليساريو) والجزائر".
وقال السيد ولد الرشيد إن "الاستنتاجات التي توصل إليها المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة بيتر فان والسوم، لم تعجب بتاتا البوليساريو " خاصة عندما قال إن التوصل إلى حل لقضية الصحراء رهين ب`" تخلي الجبهة عن مطلب الاستقلال"، معتبرا أن "هذه الخلاصات أربكتهم تماما، ولذلك قرروا الآن توجيه الملف نحو حقوق الإنسان لتجنب التفاوض".
وأشار السيد ولد الرشيد في هذا السياق إلى أن " الأممالمتحدة توصلت إلى استنتاج مفاده أن إجراء استفتاء تقرير المصير غير ممكن تقنيا وسياسيا" لافتا إلى أنه "إذا لم يكن بالامكان القيام بهذا، فإن الاستقلال لم يعد خيارا، وبالتالي يبقى الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الذي يبدو ممكنا".
من جهة أخرى، أبرز السيد خليهن ولد الرشيد أن " المدعوة أميناتو حيدر كانت تسافر دائما بجواز سفر مغربي يحمل جنسيتها، وهو وثيقة قدمت من خلالها العديد من طلبات التأشيرة أتاحت لها السفر في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أنها " كانت تتمتع بحرية في العيون وتسافر إلى الخارج وتعود دون أن يزعجها أحد ".
وأضاف " أنها هي وحدها المسؤولة عن وضع نفسها في هذه الحالة المؤسفة، وأي بلد يوضع أمام هذا الموقف، وبامتثال صارم للشرعية، لايمكن أن يقبل به"، مشددا على أنه منذ اللحظة التي تعترف فيها بجنسيتها المغربية، يمكنها العودة إلى العيون ودون أية مشكلة.
وأكد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن الأقاليم الصحراوية تعيش حياة هادئة ومستقرة وخاصة منذ " إدراك الناس قيمة ونطاق مشروع الحكم الذاتي الذي يريد صاحب الجلالة الملك محمد السادس منحه لهذه المنطقة"، مضيفا أن "حتى أولئك الذين يعيشون في مخيمات تندوف والصحراويون العاملون في إسبانيا أو في موريتانيا، فهموا أنه من الأفضل تطبيق الحكم الذاتي".
وقال السيد خليهن ولد الرشيد إن ما يوصف ب"الحركة الاستقلالية لها وزن ضئيل اليوم بين الصحراويين " مشيرا إلى أن " هناك عنصر يحول دون إجراء تحليل سليم للوضع يتمثل في كون جبهة البوليساريو حركة سياسية عسكرية تسيطر عسكريا على الصحراويين الذين يعيشون في المخيمات، الأمر الذي لا يتيح لهم تحديد قيمة الأشياء من منظورها الصحيح".