أكد السيد فتح الله ولعلو عمدة الرباط أن العاصمة على استعداد للحفاظ على الموروث الإيكولوجي الذي تتوفر عليه مشددا في الوقت نفسه على ضرورة خلق ثقافة جديدة في العلاقات بين السكان والفضاء. وأوضح السيد ولعلو، في حديث لجريدة (الاتحاد الاشتراكي) نشرته اليوم السبت، أن هذا الأمر يمر عبر التصدي للسكن الصفيحي والبناء العشوائي وتحسين النقل الجماعي، مع استقدام حافلات جديدة ابتداء من هذا الأسبوع وإعطاء انطلاقة الترامواي العام المقبل . وقال إن هناك "فكرة سيتم تحقيقها خلال الأسابيع المقبلة، وتتمثل في خلق حديقة أندلسية كبرى ستمتد على طول سور القصر الملكي". وقال إن الرباط تتوفر على مقومات أهلتها لتحظى باختيارها لاحتضان الاحتفالات بيوم الأرض، وتتمثل في الموقع الجغرافي، إذ تتقاسم مع سلا مصب أبي رقراق الذي يعتبر موقعا أركيولوجيا، كما أن مواقعها التاريخية الكبرى تشكل في نفس الوقت مواقع إيكولوجية. كما لا ينبغي ، يضيف السيد ولعلو، إغفال أن اختيار الرباط عاصمة للمملكة مر عليه حوالي قرن، مما دفع إلى خلق عدد من الحدائق الكبرى منذ سنة 1910، إضافة إلى الغولف والحزام الأخضر الذي يمتد على الأقل على مساحة ألف هكتار، أي ما يمثل 20 مترا لكل فرد ، معتبرا أن اختيار الرباط لاحتضان تخليد الذكرى الأربعين ليوم الأرض يشير أيضا إلى أن هناك وعيا على الصعيد الدولي بأن المغرب هو البلد الوحيد على صعيد جنوب حوض المتوسط الذي يهتم أكثر بالشأن البيئي. غير أن السيد ولعلو اعتبر أن كون الرباط "عاصمة إيكولوجية يعتبر تحديا بالنسبة لنا في ما يتعلق بالمناطق الخضراء وينبغي التعامل مع هذا الموروث بكل ما يقتضيه ذلك من الحيطة والحذر وعلى نحو مستمر ، كما يتعين الاهتمام بالأحياء الشعبية". وأبرز أن مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق ، "الذي يعد مشروعا ثقافيا وبيئيا في نفس الوقت" ، يمتد على مساحة 6000 هكتار سيتم بناء 20 في المائة منها فقط، والباقي سيكون فضاء مخصصا للبيئة وللأنشطة الرياضية والثقافية، كما أنه مشروع "يعمل على خلق نوع من المصالحة مع التاريخ، مصالحة من منظور أن الأمر يتعلق بمشروع ثقافي ، فهو مشروع مدعو لخلق ثورة على مستوى العلاقة بين الساكنة والفضاء في إطار الانفتاح والحداثة"، مشددا على أن تدبير الشأن البيئي يدخل اليوم في صلب أي فعل يروم النهوض بالحداثة. وأكد على ضرورة إدراك أن الأسبوع المخلد ليوم الأرض يعتبر "مقدمة لما سيتم القيام به مستقبلا ، إنه تحدي والتزام أمام أنفسنا ، وبيننا كمغاربة في علاقتنا مع الفضاء الذي يحيط بنا ، وستظل هذه أيضا رسالة للعالم".