أكد عامل إقليم شيشاوة السيد عبد الفتاح البجيوي أن ضمان فلاحة متطورة بالإقليم رهين باستعمال مياه السقي بطرق معقلنة تعتمد على أساليب الري الموضعي. وأضاف السيد البجيوي، في كلمة ألقاها اليوم الخميس خلال لقاء تواصلي للفلاحين مع أطر وزارة الفلاحة بدائرة مجاط تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم الأرض،أن اعتماد أسلوب السقي الموضعي يعد السبيل الأنجع للفلاحين والذي من شأنه الاقتصاد في استعمال الماء وتمكين الفلاحين من الاستفادة من الدعم الذي تخصصه الوزارة المعنية وتحسين مردودية الإنتاج الفلاحي والرفع من دخل الفلاحين. وأشار إلى أن الهدف من هذا اللقاء هو إشراك جميع الفاعلين في المجال الفلاحي من أجل إبداء رأيهم بخصوص الدراسة التقنية المتعلقة بإنجاز شبكة الري للأراضي التي ستشملها مياه سد تسكورت (أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 5 نونبر 2008) وتحديد المساحة التي ستشملها عملية السقي بجماعات أسيف المال وأمزوضة ومجاط والتي تقدر ب`3500 هكتارا وكذا تحديد الدواوير المستهدفة وعدد الفلاحين. وبعد أن ذكر بالمؤهلات الفلاحية التي يتوفر عليها الإقليم،الذي يمتد على مساحة 6872 كلم مربع،والموارد المائية الهائلة والأراضي الشاسعة والخصبة والتي جعلته خلال السنين الأخيرة قبلة للعديد من المستثمرين،مغاربة وأجانب،في المجال الفلاحي،وبالمخطط الأخضر الرامي إلى النهوض بالقطاع الفلاحي والاهتمام بالعالم القروي،أوضح عامل الإقليم أنه لمواكبة هذا المخطط يجب التحكم في الماء وأن أي مقاربة لتنمية الإقليم تبقى رهينة بتعبئة الموارد المائية السطحية للأودية. ودعا الفلاحين،بهذه المناسبة،الى ضرورة الاطلاع والاستفادة من تجارب الفلاحين بمناطق مجاورة حول عملية السقي الموضعي ونوع المنتوجات الفلاحية الناجحة التي تعتمد على هذا الأسلوب من الري،موضحا أن الاعتماد على فلاحة متطورة من شأنها خلق فرص شغل إضافية وتحسين مردودية الفلاحين. من جانبه،أوضح السيد محمد الهراس المدير الجهوي للفلاحة بمراكش،في كلمة ألقيت بالنيابة عنه،أن الدراسة المرتبطة بسد تسكورت خلصت إلى ثلاثة اقتراحات تتعلق بتهية المنشآت الهيدرو-فلاحية والاعتماد على السقي الانسيابي وبعصرنة أساليب السقي من خلال اعتماد الري بالتنقيط وبجلب المياه عبر قناة رئيسية وتسريبها في السواقي التقليدية وواد أسيف المال. وأوضح أن إعداد المشروع الهيدرو-فلاحي لأسيف المال يهدف إلى تحويل 3500 هكتار إلى أراضي مسقية بالتنقيط،وسيساهم في تطوير الفلاحة بعدد من سلاسل الإنتاج وسيستفيد منه 2600 فلاح بجماعات مجاط وامزوضة وأسيف المال،موضحا أن استعمال هذا الأسلوب من الري ستواكبه عملية تأطير الفلاحين من طرف أطر المديرية الجهوية للفلاحة. وأضاف المدير الجهوية للفلاحة أن أهداف المشروع تهم بالأساس الرفع من المساحة المسقية بصفة عامة وتثمين المياه المنظمة بواسطة سد تسكورت وتكثيف الانتاج النباتي والحيواني بالإقليم. وبهذه المناسبة،قام عامل الإقليم والوفد المرافق له بزيارة لدار الشباب بمجاط،حيث اطلع على عدد من الأنشطة نظمتها جمعية "النصر والزيتون" وأعطى انطلاقة عملية التشجير،وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم الأرض. وبمجموعة مدارس "دار أكيماخ" التابعة للجماعة القروية أسيف المال تتبع الحضور شريط فيديو حول أنشطة المؤسسة المتعلقة بالبيئة والهادفة الى توعية الساكنة المحلية بأهمية المحافظة على التنوع البيئي،فضلا عن تنظيمها لأنشطة ثقافية لفائدة النساء والأطفال همت هذا المجال. وبجماعة أداسيل بدائرة مجاط،اطلع العامل على مشروع تهيئة الحوض المائي بعالية سد تسكورت الذي سينجز على مدى خمس سنوات بغلاف مالي يقدر ب`4ر18 مليون درهم،وأعطى انطلاقة عملية غرس أشجار الصبار على مساحة 100 هكتار. ويهدف هذا المشروع،الممتد على مساحة تقدر ب`43 ألف هكتار والذي سيستفيد منه أزيد من 17 ألف نسمة،إلى محاربة التعرية المائية والحد من توحل السد وتخليف المنظومات الغابوية والرفع من المستوى المعيشي للساكنة المحلية. وتتجلى مكونات هذا المشروع في تخليف الغابات وتحسين المراعي (700 هكتار) والتثبيت البيولوجي (500 هكتار) والتثبيت الميكانيكي للشعاب (10 ألف متر مكعب) وصيانة المسالك (50 كلم) وتوزيع الاغراس وتربية النحل ب`16 دوارا. كما قام عامل الإقليم بزيارة لسد تسكورت اطلع خلالها على سير تقدم الاشغال به الذي تقدر بنسبة 70 في المائة. ويهدف هذا المشروع الى الرفع من المساحة المسقية لتصل الى 5200 هكتار وحماية المنشآت المائية الفلاحية وتحسين دخل الفلاحين من خلال تطوير وتنويع منتجاتهم الفلاحية وتقوية وتزويد شيشاوة والدواوير المجاورة لها بالماء الصالح للشرب فضلا عن حماية المنطقة من الفيضانات.