سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في دورة المجلس الإقليمي لشيشاوة : حسن طالب : يجب تجاوز الخلافات الشخصية الضيقة للمساهمة في المسيرة التنموية للإقليم عامل إقليم شيشاوة: إن دور البرلمانيين يجب أن يكون أكثر فعالية
دعا عامل إقليم شيشاوة عبد الفتاح البجيوي برلمانيي الإقليم إلى العمل على طرح أسئلة عميقة حول هموم المنطقة وانشغالات الساكنة.. جاء ذلك في كلمة ألقاها يوم الاثنين الماضي خلال الجلسة المفتوحة لدورة أكتوبر للمجلس الإقليمي لشيشاوة ، وأوضح عامل الإقليم أن الأوراق المقدمة في هذه الدورة وتقارير لجنه تبين أن فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واضحة بشكل جلي، مما يؤكد أن الإقليم لا يغرد خارج السرب، مشيدا بالعمل الجاد الذي جعل شيشاوة في مقدمة الأقاليم التي عملت على تفعيل مقتضيات الميثاق الجماعي. وأبرز البجيوي أن القضايا الأساسية التي يرى أنه يجب التركيز عليها انطلاقا مما نوقش في هذه الدورة، هي مسألة محو الأمية وحل مشكل الخصاص في الأطر الطبية بالإقليم وإخراج مشروع سد بولعوان إلى حيز الوجود.. وبعدما نوه بمجهودات أعضاء المجلس الإقليمي، سواء الحالي أو السابق، أكد أنه لابد من دعم متواصل من كل الفعاليات بهذا الإقليم، مبرزا أن دور البرلمانيين يجب أن يكون أكثر فعالية خصوصا أنهم يتواصلون باستمرار مع الوزراء و الجهات التي لها سلطات القرار وطنيا، وبالتالي لا يمكن الاعتماد فقط على المجتمع المدني بهذا الإقليم لأنه ليس كمراكش أو الدارالبيضاء، مشيرا الى أن المجتمع في هذا الإقليم يعيش نوعا من الهشاشة، لذلك لابد من التعبئة والتأطير. واقترح عامل إقليم شيشاوة على مندوبية التعليم ان تكون أكثر إبداعا وابتكارا في ما يتعلق بالزي المدرسي الذي لا يتناسب مع طبيعة المناطق الجبلية الباردة، وذلك بتنظيم النساء في إطار جمعيات وتعاونيات مختصة في صنع ألبسة محلية تتناسب وخصوصية المنطقة، فمن جهة سيتم ضمان زي مدرسي موحد للتلاميذ ومن جهة أخرى سيتم تشغيل النساء في إطار مقاولات صغرى مدرة للدخل على أساس أن تلتزم وزارة التعليم باقتناء هذا المنتوج.. كلمة عامل الإقليم تضمنت الكثير من الاقتراحات والتوجيهات في ما يتعلق بالتعليم والصحة والفلاحة، وكل قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم.. خاصة مشروع المخطط الأخضر الذي قال عنه إنه جيد لكنه لا يوفر الضمانات الكافية للفلاح في ما يتعلق بالتسويق.. رئيس المجلس الإقليمي لشيشاوة مولاي الحسن طالب، أكد في كلمته على الالتزام بالعمل الجاد لما فيه خير الصالح العام، مبرزا أن ذلك لن يتأتى إلا بدعم من كل المكونات والفعاليات المنتخبة والسلطات، مشيدا بالمجهودات التي يقوم بها عامل إقليم شيشاوة الذي أبدى رغبة أكيدة في تنمية هذه المنطقة، وهو ما يتطلب وضع اليد في اليد حتى تتحقق الأهداف المتوخاة والتي من شأنها أن تنهض بهذا الإقليم، وقال مولاي الحسن طالب: "إننا كأعضاء المجلس الإقليمي نطمح إلى سن مرحلة جديدة من مراحل العمل المدعم بالحوار المسؤول والنصيحة المتبادلة والنقد البناء، غايتنا في كل ذلك أن يتعمق الإحساس والشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية في صيانة الكرامة الإنسانية في ظل دولة الحق والقانون، وإشراك جميع الطاقات في العمل التنموي الذي يرتكز على الخلق والإبداع، كما نهدف إلى إيجاد تواصل عملي وجدي بين المجلس الإقليمي وبين الأجهزة العاملة بالإقليم لإيماننا العميق أن تلك هي الوسيلة المثلى المؤدية إلى العمل البناء والمثمر..." وأضاف رئيس المجلس الإقليمي أنه «من الواجب علينا كمجلس منتخب أن نقف وقفة رجل واحد وفي صف واحد، بعيدا عن الحسابات الشخصية الضيقة حتى ننجح في المساهمة في المسيرة التنموية لهذا الإقليم».. هذا وقد عرفت الجلسة الأولى لدورة أكتوبر للمجلس الإقليمي لشيشاوة، والتي كانت مغلقة، المصادقة بالإجماع على القانون الداخلي للمجلس ومشروع ميزانية 2010 ومشروع المخطط التشاركي ومشروع الشراكة والتعاون لإنجاز المشاريع المندمجة بقطاعي الماء والبيئة بإقليم شيشاوة. وكانت الجلسة الثانية غنية بالكثير من المعطيات والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية من خلال التقارير المفصلة حول التعليم والصحة والفلاحة، وفك العزلة عن المناطق الجبلية وغيرها، حيث تبين أن هناك خصاصا على مستوى الأطر الطبية وأن العديد من الإكراهات لاتزال تقف ضد التطور الاقتصادي . وتطرق المجلس بتفصيل إلى مشكل الهدر المدرسي ومعاناة الفلاحين في غياب الدعم الحقيقي لهم أمام الكوارث، وكذا الصعوبة التي تشكلها طبيعة المنطقة . وأبرزت هذه التقارير أن الإقليم يسير في طريق التغلب على الكثير من هذه المشاكل، لكن في ذات الوقت بينت الأرقام الواردة في هذه التقارير أن هناك الكثير من القضايا لاتزال في حاجة إلى عمل جاد و مسؤول، قصد القضاء عليها في أفق الرفع من المستوى المعيشي للساكنة وضمان تنمية مستدامة للمنطقة .