سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ السلفي محمد الفزازي يعلن من السجن أن وقوفه إلى جانب الدولة في الظروف الراهنة واجب وطني اعتبر الملك محمد السادس استثناء وأشاد بتسامح السلطات حيال المتظاهرين
أطلق الشيخ محمد الفزازي بيانا من داخل السجن عبر فيه عن دعمه للملك محمد السادس، ووصفه ب "الثائر الأول على الظلم" وأنه "أول المتمردين على الفساد والمفسدين" معتبرا أنه من الواجب أن "نشد على عضده جميعا، كل بحسبه، وكل من موقعه". وتطرق الفزازي في بيانه المسهب والذي حمل عنوان "بيان المفترى عليه محمد بن محمد الفزازي: إلى حركات التغيير في المغرب وخارجه" وإلى ما أسماه "الزلازل السياسية التي أسقطت صناديد في تونس ومصر وليبيا..". وقال الفيزازي أن الأنظمة المنهارة انهارت "تباعا كما تنهار قطع الدومينو" وتهاوت "أمام تسونامي بشري، من صناعة شباب ..هاجسهم الأوحد إسقاط النظام". وتحدث الفزازي عن زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح وعبد العزيز بوتفليقة باعتبارهم من وجهة نظره رؤوس "الأنظمة الفاسدة" قائلا أن مزبلة التاريخ تسع كل الفاسدين والمفسدين لأن صيحات الجماهير: إرحل، باتت تطاردهم حيثما حلوا". وفي سياق الحديث عن المغرب وملكه اعتبر أن "تشبث المغاربة بملكهم من "زوج بغال (المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر) إلى المنامة" ما هو إلا إقرار أن هذا الملك يشكل استثناء بين الملوك والرؤساء". واعتبر الفزازي أن واجبه الشرعي يفرض عليه قول الحق رغم ما تعرض له هو وعائلته من ظلم وأن واجبه نحو الوطن أعظم من الدفاع عن نفسه. ومن هذا المنطلق اعتبر الفزازي أن "الخروج على النظام في المغرب وتأسيا بتونس ومصر وليبيا واليمن..وغيرها، أو حتى محاكاة البحرين والأردن وسلطنة عمان..وغيرها، لا يستقيم" معتبرا أن الوقوف في هذه الظروف إلى جانب الملك والدولة المغربية "وقوف يمليه الواجب الوطني". وعدد الفزازي، العوامل والمظاهر التي تعضد كلامه من قبيل "إمارة المؤمنين" التي يعد المغرب الدولة الإسلامية الوحيدة التي حافظت عليها على اعتبار أن الدولة في المغرب تقوم على أسس شرعية. وقال الفزازي أن التنصيص على الإسلام كدين للدولة واعتماد المذهب السني والتعددية السياسية والحريات المدنية والحريات الإعلامية الأفضل نسبيا في المغرب عن باقي الدول العربية والتسامح الديني وتحول المغرب إلى ورش كبير، كلها مظاهر لاختلاف المغرب عن باقي الدول الأخرى. وأضاف الفزازي في رسالته أن ما يصرح به في بيان لا علاقة له ولا تمليه ما وصفها "ظروف السجن الظالمة ولا أشواكها" بل إنها "الشهادة التي أحسست أن من واجبي الإدلاء بها في هذه الظروف". وجدد الفزازي تبنيه لما وضعته الدولة كنقط فكرية شرط إطلاق سراحهم من قبيل الاعتراف بالملكية ونبذ العنف وتكفير المجتمع. وقال الفزازي أن آلاف السجناء الذين اعتقلوا في ملف ما يسمى السلفية الجهادية، مازالوا "يقبعون في زنازنهم ظلما وبغيا" معتبرا أن من وصفهم ب"الاستئصاليين" كانوا وراء زجهم في السجون بعد أحداث 16 ماو 2003 الإرهابية وهم من أفشلوا مشروع العفو الذي قاده الملك بعد العملية التفجيرية التي قام بها الرايضي. واعتبر الفزازي أن "مسألة العدل في البلاد هي المسألة الأخطر على الإطلاق" داعيا إلى تحقيق العدل لأنه "تحقيق للكرامة الإنسانية والأمن والأمان". وتساءل الفزازي "متى يتم طي صفحة الظلم بأنواعه وأسبابه ومسبباته" و"متى يتصالح المغاربة مع أنفسهم"؟ وأشاد الشيخ السلفي بمن وصفهم "المخلصين الذين ساروا يوم 20 فبراير" وتوجه بالشكر إلى السلطات المغربية على تفهمهما وتسامحها معهم. وختم بيانه بالدعاء للمغرب وللملك محمد السادس.