استطاعت ''غاليمار''، التي تعتبر من أعرق الدور الفرنسية والتي تحضر بانتظام الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، تمرير أخطر الكتب الإسرائيلية، التي تدعو إلى التهويد وتمجد إسرائيل وتحمل الفكر المتصهين، والذي يعتبر بالنسبة للصهاينة وليس اليهود الكتاب المقدس الأول حتى قبل التوراة كتاب اليهود نفسه. يعد الكتاب المعروض وهو ''تلمود عهد الفصح'' المترجم من العبرية والآرامية، من طرف الحبر الأكبر إسرائيل ''سالزار''، من أهم كتب التلموذ التي كتبت في ''بابلون'' ويحمل مجموعة من التعاليم الدينية اليهودية، ودخل إلى الجزائر وعرض في الصالون الدولي للكتاب، ضمن حوالي 17 ألف عنوان استقدمته الدار الفرنسية ''غاليمار''، التي قالت صاحبتها نحن لا نتدخل فيما يحدث في الجزائر، وكتبنا هي كتب فلسفية وأدبية وتاريخية ولا تمس بالجزائر، لكن يظهر من خلال حضور هذا الكتاب أنه مر دون رقابة، لا من وزارة الشؤون الدينية ولا من وزارة الثقافة ولا من محافظة الصالون. والسؤال المطروح، كيف تم تمرير هذا الكتاب؟ في ظل ما سمي الرقابة الشديدة على الكتاب، حتى إن رئيسة الدار وممثلتها في شمال إفريقيا، خديجة جندوبي، سبق وأن اشتكت ل''الخبر'' المعاملة القاسية للجمارك وتفتيشها الدقيق لكتبها، لكن يظهر أن ذلك لم يتم بالطريقة الجيّدة، بينما منعت كتب أكثر من 15 دارا عربية بحجة المساس بالدين ونشر الديانة البودية أو المسيحية، بينما تمرر دار فرنسية التلموذ الصهيوني، خاصة وأن الحديث الدائر بقوة في الصالون يتعلق بالمعاملة بمكيالين لدور النشر العربية والفرونكوفونية وليس الفرنسية فقط، بل تلك التي تستورد الكتاب باللّغة الفرنسية، ويظهر ذلك من خلال احتلال هذه الدور لأحسن المواقع في الصالون، بينما همّشت الدور باللّغة العربية واعتبرت صاحبة دار الاختلاف، آسيا موساي، بأن الأمر مقصود في إطار الصراع الدائم بين التيار الفرونكوفوني الذي يريد بسط سيطرته والتيار المعرّب الذي يجد ملجأه في القارئ رغم تهميش الدور في الصالون، حتى إن الدور اللبنانية التي تحضر الكتاب العربي الراقي، لم يدرج اسمها في دليل الصالون، وجد كل من يبحث عنها صعوبات جمة في الوصول إلى مبتغاه، ونفس الرأي يذهب إليه صاحب دار ''المجد'' الذي يقول إن هناك تهميش متعمد للدور التي تنشر الكتاب باللّغة العربية وعلى من يريد أن يتأكد أن تقوم بجولة تفقدية في الصالون''.