أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، اليوم الأربعاء، أن ما أسماه تلاعبات ومناورات جبهة "البوليساريو" لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط عن الجزائر مسؤوليتها القانونية والمعنوية المطلقة حيال العمل المدان لاختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. وأوضح الفاسي الفهري، في معرض رده على سؤال محوري بمجلس النواب بخصوص القضية "أن الجزائر-كطرف في معاهدة جنيف لسنة 1951 حول اللاجئين- لا يمكنها التنصل من التزاماتها تجاه ساكنة مخيمات ،تندوف، وخاصة تلك المتعلقة بتطبيق قانون بلد الإقامة (المادة 12)، أو الحق في حرية التنقل في مجموع تراب بلد الاستقبال (المادة 26). وأشار الوزير المغربي من جهة أخرى إلى "أن الحكومة على اقتناع كامل بأن هذا الوضع الشاذ في مخيمات تندوف، يرتبط في العمق بتقاعس الجزائر، كبلد مضيف لسكان مخيمات تندوف، على تمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من عملية إحصائهم وتسجيلهم وتفعيل برنامج المقابلات الفردية إعمالا لواجباتها وصلاحياتها وتنفيذا للنداء الصريح للأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير لمجلس الأمن في أبريل 2010 ". يذكر أن وزارة الخارجية المغربية سبق أن أصدرت بيانا رحبت فيه بالإفراج عن مصطفى سلمى، المفتش السابق لشرطة "البوليساريو" لكنه لم يتمكن من العودة إلى المغرب حيث خيرته الجبهة التي كان عنصرا أساسيا فيها بين العودة إلى المغرب أو محاكمته بتهمة "الخيانة" على اعتبار أنه أفشى أسرارا أمنية ومهنية للمغرب الذي تصنفه جبهة البوليساريو ضمن "الأعداء" ولم تشرح الخارجية المغربية لحد الآن الأسباب التي جعلتها تعلن قرار الترحيب بالإفراج قبل أن تتأكد من ذلك وسلامة عودة المفرج عنه مصطفى سلمى. ولوحظ في الأيام الأخيرة أن وسائل الإعلام الرسمية عادت إلى التنديد باستمرار احتجاز مصطفى سلمى، على غرار المواقف التي عبرت عنها بعد الإعلان عن اعتقال المعني بالأمر لحظة دخوله الأراضي الخاضعة لسلطة البوليساريو. وعلى صعيد آخر، أجرى الدبلوماسي الأميركي كريستوفر روس، مباحثات مع مسؤولين في البوليساريو، بمخيمات تندوف التي وصلها بعد انتهاء زيارته للجزائر. وذكرت مصادر إعلامية أن الجبهة الانفصالية متشبثة بمطلب الاستفتاء لكنها على استعداد لتسهيل مهمة المبعوث الأممي، دون التراجع قطعا عن خيار الاستفتاء الذي يقترح المغرب شكلا متقدما له في صورة المقترح الذي تقدم به الذي يمنح المحافظات الصحراوية صلاحيات كبرى في تدبير الشأن المحلي، خاصة وأن المقترح المغربي هو خلاصة مشاورات واستشارات واسعة مع مكونات المجتمع الصحراوي السياسية والمدنية والقبلية، بينما يعد "الاستفتاء" كما تتصوره جبهة البوليساريو، مطلبا خاصا بها وهي لا تمثل الصحراويين كافة بدليل أن قيادات كثيرة منها غادرتها وعادت إلى المغرب، إضافة إلى أن نزوح اللاجئين مستمر نحو نفس الاتجاه. إلى ذلك، يكمل "روس" جولته بزيارة نواكشوط والرباط محطته الأخيرة. دون أن يتضح حتى الآن ما يحمله في حقيبته من مقترحات تفصيلية يقبلها الطرفان في ضوء تباعد المواقف بينهما.