علمت ''النهار'' من مصادر موثوقة أن وزارة الثقافة رفعت تقريرا مفصلا إلى الوزير الأول عن نظيرها للشؤون الدينية والأوقاف الوزير أبو عبد الله غلام الله، تتّهمه فيه بحضور ملتقى يشجع على الإرهاب، بعد حضور هذا الأخير الملتقى المغاربي حول الأمن الفكري ودور مؤسسات المغرب العربي في إرسائه، ببسكرة شهر ماي المنصرم. وجاء في تقرير وزارة الثقافة أن وزارة الشؤون الدينية وبموافقتها على تنظيم الملتقى ورعايتها له، تكون قد وافقت على نشر الفكر المتطرف والإرهابي، وبالرغم من أن الوزير غلام الله لم يدل بأية تصريحات كانت خارج الإطار المسموح به، إلا أن الوزارة أبت إلا أن تقحم الوزير في متاعب مع السلطات العليا للبلاد، خاصة وأن القضية وحسب المعلومات المتوفرة أخذت منحى آخر قد يؤثر على غلام الله في مشواره على رأس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وقد تناول الملتقى الذي احتضنته ولاية بسكرة وحضره وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني، أن الأمن الفكري هو تأكيد لحرية الرأي في إطار احترام ثوابت الأمة، كما أنه مسؤولية المجتمع بكل مكوناته التي تساهم في تشكيل الذهنية وصناعة الرأي العام وبث الوعي والحس المدني وتوجيه السلوك، ودعت التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى الذي احتضنه المركّب الإسلامي لسيدي عقبة إلى حماية المرجعية الدينية المشتركة للمغرب العربي وخصوصيته المذهبية في العقيدة والفقه والسلوك والإهتمام بحصانتها الذاتية من الغلوّ والتطرف والعنف والإرهاب، حيث برأ الملتقى الإسلام من التطرف والغلو، إذ أكد المشاركون فيه على أن الممارسات الخاطئة لتعاليمه ليست حجة عليه، بل هي حجة على الشطط والإنحراف الذي أخذ منحى إجراميا يتحمل أصحابه وزره أمام الله يوم القيامة، لأنهم مكنوا خصوم الإسلام من أن يتخذوا ذلك ذريعة لصد الناس عنه. وأورد البيان الختامي أن الإسلام دين الفطرة والوسطيّة والإعتدال وبريء من التطرف والغلوّ ''مما يستدعي ضرورة دراسة خصائص التدين المغاربي''، كما أكد المشاركون في الملتقى أن الأمن الفكري ليس مصادرة للأفكار الحرة ولا حصارا للعقل وحجرا عليه، وإنما هو تأكيد لحرية الرأي في إطار احترام ثوابت الأمة وإثراء تراثها، إذ يستند في تحقيقه إلى مرجعية عقائدية ثقافية واحدة يؤمن بها المجتمع على تعدد نسيجه الثقافي والسياسي، وفي الأخير اقترح المنظمون تأسيس فضاءات جادة للتفكير في الإقتراحات العلمية الممكنة، لتحصين المجتمع من مدّ التكفير والمذهبيات الدخيلة ومن الأعمال الإرهابية، فكرية كانت أو مسلحة، بهدف التأسيس لتصور متكامل عن مؤسسات الفتوى ومعاهد تخريج الأئمة وغيرها. وقد حاولت ''النهار'' أخذ رأي وزير الشؤون الدينية في التهم التي وجهتها له وزارة الثقافة، رغم عدم خروج الملتقى عن الآداب العامة المنظمة للملتقيات، وخروجه بتوصيات إيجابية جرّمت الإرهاب والتطرف، قال الوزير في تصريح مقتضب ل ''النهار''، إنه لا يملك أية فكرة عن الموضوع، مكتفيا بالقول ''ليس لدي أية فكرة عن الموضوع.. أعتذر''.