اعتبر المتتبعون لحفل التكريم الذي نظمه المجلس العلمي لمدينة بني ملال للعالم الأستاذ الفقيه أبو عطاء الله المعروف بعبد الله بلمدني وثلاثة من العلماء الآخرين، والذي ترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق على هامش الملتقى الجهوي الأول للتراث الديني والثقافي بجهة تادلا / أزيلال الثلاثاء الأخير، بمثابة رد اعتبار لهذا العالم الجليل الذي كان ضحية إشاعات وتقارير مغرضة من خصومه تتهمه بكراهية المذاهب الصوفية السنية. واستدل الوزير أحمد التوفيق بإشراف عبد الله بلمدني كأستاذ كرسي لالإمام الجنيد من بين سبع كراسي علم بالرباط، معتبرا أن ذلك دليل قاطع يفند المغالطات التي أشيعت حول هذا الرجل المعروف بنزاهته وغزارة عطائه في الحقل الديني، مؤكدا على أن مختلقي هذه الإشاعات كانت تريد النيل من هذا العالم. وعبد الله بلمدني المعروف أيضا بأبي عطاء الله هو مدير دار القرآن ببني ملال، وتخرج على يديه العديد من الأفواج من الأئمة والقراء الذين نالوا جوائز كبيرة وطنيا ودوليا، وهو أيضا عضو المجلس العلمي لبني ملال. وإلى جانب عبد الله بالمدني تم تكريم كل من محمد لبصير بن إدريس، أستاذ في العلوم الشرعية، ومحمد بن عبد الله، إمام ومدير دار القرآن بالكريفات إقليمالفقيه بنصالح، ومحمد ضياء الدين، إمام وخطيب ومدرس بمسجد الودادية بقصبة تادلة. هذا وقال أحمد التوفيق في الجلسة الافتتاحية لأشغال الملتقى الجهوي التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام في بني ملال، إن المغرب يعمل في الحقل الديني من أجل بناء نموذج يوائم بين الحياة الدينية، التي يريد لها أن تكون مطبوعة بالسكينة، وبين اختياراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار السيد التوفيق إلى أن عددا كبيرا من رؤساء المجالس العلمية وممن يشتغلون في الحقل الديني هم من أهل الجامعة، ومن تم فهناك ما يمكن أن يشكل قاعدة مشتركة بين المشتغلين في التأطير الديني والذين يعملون في التأطير الثقافي بالجامعة. وأضاف أن العلم عند الأمة مقترن بالعمل وبمقاصد هذا العلم، وأن العالم هو عالم الأمة وليس عالم جماعة أو فكرة ما، ومن ثم فهو عالم ثقافة بلده، التي هي إشعاع لثقافة المسلمين، وجزء من حقيقتهم التاريخية، مشددا على أن من يحاربون الثقافة إنما ينتقدون التاريخ ويحاربون إسهاماتنا في الثقافات الأخرى. من جهته، أكد محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، أن هذا الملتقى، الذي ينظم بتعاون مع عمالتي إقليميبني ملال وأزيلال ومجلس جهة تادلة -أزيلال والمجلس البلدي لبني ملال، يشكل ترجمة فعلية وحقيقية للتمثل الجديد للمجالس العلمية المحلية، التي يتعين أن تنخرط في موضوع الجهوية، باعتباره حديث المغاربة قاطبة. وأضاف أن الملتقى يعالج موضوع التراث الديني والثقافي بجهة تادلة - أزيلال من الزوايا الدينية والعلمية التنويرية، التي تدخل في اختصاص المجالس العلمية المحلية، مبرزا أن هذه المبادرة تعد بمثابة حجر الزاوية في بناء بحث جهوي من شأنه أن يؤسس لبحث وطني شامل تلتقي فيه الاجتهادات الجارية في سائر جهات المملكة. يذكر أن محاور الملتقى توزعت على ستة محاور ستتناول مصادر التراث الديني والثقافي في الجهة، وتاريخ الجهة الديني والثقافي الأصول والامتدادات، والتراث الديني في الجهة زوايا وأعلام، والتراث الثقافي في الجهة الأدب والفنون، ومن مظاهر التعايش الديني في الجهة، والخصوصيات الثقافية والدينية بإقليم أزيلال.