قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، يوم الثلاثاء ببني ملال، إن المغرب يعمل في الحقل الديني من أجل بناء نموذج يوائم بين الحياة الدينية، التي يريد لها أن تكون مطبوعة بالسكينة، وبين اختياراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار السيد التوفيق، في الجلسة الافتتاحية لأشغال الملتقى الجهوي الأول في موضوع «التراث الديني والثقافي بجهة تادلة -أزيلال»، إلى أن عددا كبيرا من رؤساء المجالس العلمية وممن يشتغلون في الحقل الديني هم من أهل الجامعة، ومن تم فهناك ما «يمكن أن يشكل قاعدة مشتركة بين المشتغلين في التأطير الديني والذين يعملون في التأطير الثقافي بالجامعة». وأضاف أن العلم عند الأمة مقترن بالعمل وبمقاصد هذا العلم، وأن العالم هو عالم الأمة وليس عالم جماعة أو فكرة ما، وبالتالي فهو عالم ثقافة بلده، التي هي إشعاع لثقافة المسلمين، وجزء من حقيقتهم التاريخية، مشددا على أن من يحاربون الثقافة إنما ينتقدون التاريخ و»يحاربون إسهاماتنا في الثقافات الأخرى». وأوضح أن موضوع هذا الملتقى، الذي ينظمه المجلس العلمي الأعلى (الكتابة العامة للمجلس والمجلسين العلميين المحليين بكل من بني ملال وأزيلال) وجامعة السلطان مولاي سليمان وولاية جهة تادلة -أزيلال، يفتح النقاش حول ما هو مشترك بين الديني والثقافي، مؤكدا أنه من المستحيل التفريق بين هذين المكونين داخل المجتمع. وخلص الوزير إلى أنه في هذا العصر، عصر ما بعد الحداثة، تم تجاوز الإيديولوجيات التي «أساءت إلى الثقافة»، مشيرا إلى أن هناك استعدادا حقيقيا لبناء نموذج جديد بتوافق بين علماء الأمة وأئمتها ومفكريها وبضمانة من إمارة المؤمنين التي هي حامية الملة والدين.