أعلن أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن انطلاق مباراة عالمية لتقديم أحسن تصميم لقرية سيدي شيكر التي تحتضن كل سنتين ملتقى وطنيا وعالميا للمنتسبين إلى التصوف، وأوضح التوفيق، خلال ندوة صحافية نظمها بالموازاة مع اللقاء الثاني من لقاءات سيدي شيكر العالمية لمنتسبي التصوف، أول أمس السبت، بمنطقة سيدي شيكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ستعمل على ترميم وتوسيع المسجد الذي يوجد بمحاذاة مع ضريح سيدي شيكر بتكلفة حددت في 5 ملايين درهم و780 ألفا، وبناء قرية بكاملها لاحتضان الملتقيات الوطنية والعالمية لمنتسبي جميع الطرق الصوفية، مشيرا إلى أن الوزارة منكبة على تصميم قرية صوفية تضم مسجدا وإقامات «لمن يريد أن يختلي بنفسه للتفكر والتأمل»، قبل أن يضيف «من حسن الحظ أن وزارة الأوقاف تملك أكثر من 100 هكتار مما سيمكننا من غرس أشجار الزيتون» بسيدي شيكر التابع لإقليم آسفي. وقدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لحوالي 1500 مشارك خلال الملتقى العالمي الذي حمل شعار «محاسبة، تجرد، محبة» ينتمون إلى 43 دولة بينهم 816 من الخارج، اعتذاره عن توفير أماكن إقامتهم في فنادق بمراكش يقطنها سياح أجانب لا علاقة لهم بالتصوف. وبخصوص اختيار منطقة سيدي شيكر القاحلة التي يعاني سكانها من ندرة الماء بشكل كبير قال التوفيق عن الولي الصالح «يعطينا قوة البدايات والتأسيس والحياد»، على اعتبار أن سيدي شيكر انبعثت منه كل الطرق الصوفية ولكن لم يعد ينسب إلى أحد». وذكر الوزير أن محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين يعتبر التصوف «جزءا من هوية هذا البلد ويحرص عليه»، وفي هذا الصدد قال الملك محمد السادس في رسالة موجهة إلى المشاركين في اللقاء الثاني تلاها وزير الأوقاف، خلال الجلسة الافتتاحية يوم الجمعة الماضي بمراكش، إن الملتقى «ينطوي على العناية الفائقة التي نوليها لهذه الملتقيات الصوفية، باعتبارها منارات إشعاع روحي وحضاري»، وأشار الملك إلى الالتحام «الذي كان ولا يزال سائدا بين إمارة المؤمنين وبين مشيخات التصوف حفاظا على عقيدته السنية واختياراته المذهبية». خلفيات هذا الملتقى حسب الوزير ليست عبارة عن فراغ فهي نتيجة قرون طويلة، وحاول الوزير رد أي شبهة يمكن أن تثار حول مرامي هذا الملتقى بالقول «أي شئ يمكن أن يكون مطية للزعامة إلا التصوف»، لأن المدعوين «أصحاب الكشوف قبل أن يكونوا أصحاب الظهور». وأوضحت مصادر طبية في حديث مع «المساء» أن المشاركين القادمين من خارج المغرب في الملتقى أجريت لهم فحوصات طبية دقيقة قبل أن يلتحقوا بالملتقى خوفا من نقل فيروس أنفلونزا الخنازير، هذا واستقبلت الخيمة الصحية التي نصبت بالملتقى أزيد من 20 مريضا أغلبهم يعانون من ارتفاع درجة الحرارة وصداع الرأس خلال يوم شهد ارتفاعا في درجة الحرارة. ومن بين الشخصيات التي حضرت الملتقى غضافة علي محمد يسف، رئيس المجلس العلمي الأعلى وممثلون عن الطرق الصوفية كالقادرية البودشيشية، والشاذلية، والتيجانية، والنقشبندية، ومن ممثلي السلطة هناك منير الشرايبي، والي جهة مراكش تانسيفت، والصباري الحسني، والي جهة دكالة عبدة.