دعا أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المنتسبين إلى التصوف إلى الانخراط السياسي فيما أسماه الهموم المحلية والوطنية والدولية، لأنه، بحسبه، لا يمكن أن يظلوا في الزوايا بالمعنى السياسي أي بهوامش المجتمع، مشيرا في عرض بعنوان: نحو إنشاء هيئة كونية للمنتسبين إلى التصوف خلال اللقاء العالمي الثاني للقاءات سيدي شيكر بمراكش، أن المتصوفة قادرون اليوم على حسم إشكال علاقتهم مع الفعل والنشاط السياسيين، المطروح لهم وللقيمين الدينيين في الوقت نفسه، أي العلماء وأئمة المساجد. وأضاف أمام حشد كبير من المنتسبين للتصوف بقصر المؤتمرات بمراكش أول أمس الأحد، أن المنتسب إلى التصوف لا يمكن أن يكون إلا سياسيا لأنه من المجتمع، إذ كل ما هو اجتماعي هو سياسي بالضرورة، غير أن السياسة اقتراحات جزئية، والتصوف اقتراحات من منطلقات قيمية كلية تتحقق بالظهور على صعيد سلوك الفرد ثم الجماعة. من جهة ثانية، قال التوفيق إنه لا حاجة للمغرب في إنشاء المجلس الأعلى للتصوف على غرار باقي بعض البلدان الإسلامية، مشيرا في حديث جانبي للصحافة الوطنية قبيل إعطاء شروحات حول ترميم مسجد سيدي شيكر السبت الماضي، إن المجلس العلمي الأعلى هو الكفيل بالإجابة عن المسائل الدينية للمغاربة وإصدار الفتاوى. وعلى صعيد آخر، عرف لقاء سيدي شيكر بعض الارتباك، خاصة أثناء الندوة الصحفية التي عقدها أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى جانب عدد من مشايخ الطرق الصوفية في العالم، كما تحول الوزير نفسه إلى مترجم بعدما انتظر كثيرا المترجمين الرسميين أثناء شرح مشروع ترميم وتوسيع مسجد سيدي شيكر، وطالب أحمد التوفيق الصحفيين بعدم تسييس أسئلتهم، مشيرا أن المغرب لا يريد الزعامة من خلال تنظيم هذه الملتقيات التي كانت تعقد بهذا المكان منذ قرون، ولكن بشكل غير رسمي، وأشار أن الأموال التي تصرف على اللقاء ليس من الأموال العمومية، ولكن من مداخيل أوقاف الزوايا التي تشكل 70 في المائة من مداخيل وزارة الأوقاف. وأعلن الوزير في زيارة إلى سيدي شيكر عن إنجاز مشروع إعادة ترميم وتوسيع مسجد سيدي شيكر، وبناء قرية صوفية، وهو المشروع الذي أعلن عنه سنة 2004 في اللقاء الأول ، فيما يطالب السكان مع ذلك بتوفير المياه الصالحة للشرب وتجهيز البنيات التحتية، وإنشاء مدرسة قرآنية لا يتضمنها المشروع. وعلى خلاف ما أعلن عنه الوزير في الندوة الصحفية من أنه لا يمكن التنبؤ بكلفة مشروع القرية الذي سيكون محط مباراة دولية لإنجاز أفضل وأبسط تصميم يتناسب مع طابعه الروحي، شملت لوحة مشروع ترميم المسجد مراحله الثلاثة، وأعلنت عن كلفته في حوالي مليار و578 مليون سنيتم مقسم إلى ثلاث مراحل. ويشمل المشروع برمته ترميم المسجد والقيام بتنقيبات أثرية، والعناية بالمقبرة التاريخية، وتهيئة مصلى في الفضاء، وإقامة بنية للاستقبال ذات طبيعة بسيطة، ومنشآت تعليمية وعلمية وفنية مناسبة لفكرة الملتقى، وتهيئة مجال لزراعة النباتات العطرية والطبية على مساحة ثلاثمائة هكتار. ويشار أن اللقاء العالمي الثاني للقاءات سيدي شيكر للمنتسبين للتصوف حضره حوالي 1200 مشارك (816 خارج المغرب) من 43 دولة، فيما شارك في اللقاء الأول سنة ,2004 حوالي 28 دولة.