كشف باحث مغربي مختص في التكنولوجيا الغذائية بالمؤسسة العربية الأوروبية للدراسات العليا (مقرها غرناطة) زيف ادعاءات بعض أوساط المزارعين الإسبان، بادعائهم أن الصادرات المغربية من المنتجات الزراعية الموجهة نحو أوروبا، تزاحم الجانب الإسباني. فقد أكد الباحث عبد اللطيف الطراف أن50 في المائة من مجموع صادرات المغرب من فاكهة الفراولة (الفريز) على سبيل المثال، تتولاها شركات إسبانية تستثمر بالمغرب في الحقل الزراعي، وهو ما يشكل نسبة 25 في المائة من مجموع الصادرات المغربية بخصوص مادتي الطماطم والفاصوليا (اللوبية البيضاء). وأضاف الطراف، الذي كان يتحدث في ندوة عن" التحالف الاقتصادي بين أوروبا والمغرب" أن كثيرا من الإسبان يدركون زيف تلك الادعاءات الموجهة ضد المصدرين المغاربة. ومن جهته ، قال مدير مركز التنسيق المستقل لمراقبة الصادرات، إن الانتقادات التي عبرت عنها جمعيات المصدرين في الأندلس وإسبانيا أثناء المفاوضات التي جرت خلال الأشهر الماضية، لإبرام الاتفاق التجاري الأخير بين أوروبا والمغرب، بأنها (الانتقادات ) تستند على أساس نصف الحقائق وأن المصدرين الإسبان الذين يعملون في المغرب يعلمون أن ما يقوله زملاؤهم في إسبانيا ليس صحيحا تماما وأضاف الطراف أن إسبانيا والمغرب يكملان بعضهما البعض وهما ليسا متنافسين في مجال تصدير الخضر والفواكه، على اعتبار إن إسبانيا هي بنفس الوقت مزود للمغرب وزبون له، موضحا أن الطبيعة تمارس توزيعا للأدوار بين البلدين، في إشارة إلى أن بعض المنتجات الزراعية لا يمكن أن تتطور بإسبانيا على العكس من المغرب. ومن جهتها ،قالت بيلار أراندا،مديرة المؤسسة، إنه من حسن الحظ أن الطرفين محكوم عليهما بالتفاهم والتعاون فيما بينهما. وأكد نفس المعنى في تدخله ،سكرتير الصندوق القروي، وهو مؤسسة مالية تساهم في تمويل أبحاث المركز العربي الأوروبي المنظم للندوة ، في إطار البحث عن مسالك للمبادلات الزراعية بين ضفتني المتوسط. يذكر أن اتحادات المزارعين الإسبان، شنت حملة إعلامية على الحكومة الاشتراكية والاتحاد الأوروبي، واتهمتهما بالرضوخ للشروط المغربية، وهو ما نفته حكومة مدريد بالقطع، لدرجة أن رئيس الوزراء الإسباني اضطر إلى الاعتراف أن الجانب الإسباني هو المستفيد أكثر من المغرب من الاتفاق التجاري الأخير، فبالإضافة إلى منتجات الشركات الإسبانية العاملة في المغرب، بموجب التسهيلات الممنوحة لها لتطوير الزراعة ، فإن أسطول النقل الإسباني هو الذي يقوم بنقل المنتجات المغربية الإسبانية وإيصالها إلى الأسواق الأوروبية. ورغم تلك الحقائق فقد تظاهر المزارعون الإسبان في غرناطة أثناء القمة الأولى بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، وطالبوا بإلغاء الاتفاق التجاري الذي توصل إليه الطرفان بعد مفاوضات مضنية.