وقعت الحكومات المحلية في مناطق الأندلس، ومرسية وبلنسية وجزر الكناري يوم الإثنين 2 مارس 2009 بيانا تنتقد فيه بعض جوانب السياسة الزراعية التي يتم التفاوض حولها في سياق تجديد الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وأصدر ممثلون عن هذه الحكومات إعلانا في ألميرية لـالدفاع عن قطاع إنتاج الطماطم الطازجة في إسبانيا؛ معلنين رفضهم للمفاوضات القائمة بين المغرب والاتحاد الأوربي، باعتبارها ستضر بمصالح إسبانيا، المنتج الرئيسي لهذا المنتوج في الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه الخطوة بعد أن نظم عدد من نقابات الفلاحين الإسبان وقفات احتجاجية بكل من مورسية وويلبا وألميريا لمنع وصول مئات الاطنان من الطماطم المغربية إلى الأسواق الأوربية. وتعود أسباب هذه التحركات إلى تخوف المزارعين الإسبان من المنافسة القوية للمنتجات الفلاحية المغربية التي تتميز بالجودة مقارنة مع المنتجات الفلاحية الإسبانية التي توصف بـالهجينة، ويقول المزارعون الإسبان إن مئات الأطنان من الطماطم المغربية تدخل الأسواق الأوروبية سرا، وتباع بأسعار أقل من المعمول بها، مما يعرض الطماطم الإسبانية بحسب قولهم للإفلاس. وتشير الأرقام إلى أن الصادرات المغربية من الطماطم الموجهة نحو بلدان الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنسبة 70 في المائة منذ سنة ,1998 حيث يصدر حاليا حوالي 300 ألف طن من الطماطم سنويا، وهي نفس الفترة التي عرفت فيها زراعة الطماطم الإسبانية انتعاشا ملحوظا، خصوصا في منطقة الأندلس جنوب البلاد. وكان مسؤولون مغاربة وإسبان اجتمعوا، منذ حوالي شهر، من أجل مراجعة اتفاقية الصادرات المغربية نحو الأسواق الأوروبية، حيث حصل المزارعون المغاربة على امتيازات نسبية أثارت حنق الإسبان. وكان مستشار شؤون الزراعة والصيد في الحكومة المحلية لإقليم الأندلس، مارتن سولير، دعا المزارعين الإسبان إلى الهدوء في انتظار ما ستسفر عنه الاتفاقية الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وقال سولير إننا نعمل من أجل أن تظل الطماطم الإسبانية في منأى عن أي مساس بها لأنها مادة حساسة لمزارعينا. وأضاف سولير أن حكومته تحاول إقناع الاتحاد الأوروبي بـ حساسية عدد من المنتجات الزراعية الإسبانية أمام الصادرات المغربية، مضيفا أنه في حال منح الطماطم المغربية امتيازات إضافية، فإن خسائر المزارعين الإسبان ستفوق 80 مليون يورو سنويا، وهي خسائر وصفها بالقياسية. المخاوف الإسبانية من المنافسة المغربية تخفي رغبة في استمرار احتكار إسبانيا لصادرات الطماطم نحو الاتحاد الأوروبي، حيث إن صادرات المواد الزراعية الإسبانية نحو بلدان أوروبا بلغت عائداتها المادية خلال سنة 2007 أربعة ملايين يورو وأغلب المزارع الإسبانية توجد في جنوب البلاد، خصوصا في مناطق ويلبا وألمرية ومرسية، حيث تنتج قرابة 90 بالمائة من الطماطم الطازجة في إسبانيا، وتقريبا 100 بالمائة من الصادرات.