أشاد المتدخلون في مهرجان تكريمي للفقيد المغاربي المناضل أحمد بن بلة نظم عشية اليوم الجمعة بالرباط٬ بالمسار المتميز لرائد الحركة التحررية الجزائرية ضد الاستعمار٬ داعين إلى مواصلة العمل من أجل تجسيد طموحه في تفعيل اتحاد المغرب العربي وضمان وحدة شعوب المنطقة. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من أسرة المقاومة وجيش التحرير وأصدقاء الفقيد المغاربة وعائلته٬ تحت شعار "المغرب العربي الكبير في ذاكرة الحركات التحررية لبلدان المغرب العربي"٬ المسار النضالي الحافل ل"هرم شامخ وقائد ثوري كان النضال زاده والحرية مبتغاه". واستعرض الوزير الأول الأسبق وصديق الفقيد عبد الرحمان اليوسفي في كلمة بالمناسبة٬ أبرز المحطات النضالية للفقيد ودوره في تكريس التعاون بين المقاومين المغاربة والجزائريين ضد الاستعمار٬ مبرزا في الوقت ذاته الحاجة إلى تعزيز البناء المغاربي الذي "نعلق أملنا على نجاح مبادرة الرئيس التونسي منصف المرزوقي المتمثلة في الدعوة إلى انعقاد قمة مغاربية في الخريف المقبل"، وفق وكالة الأنباء المغربية. من جهته٬ أكد عبد الواحد الراضي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن الاحتفاء بالفقيد أحمد بن بلة في العاصمة المغربية ٬ يشكل مظهرا من مظاهر الاحتفاء المغاربي ب"مرجع مغاربي في تنشئتنا السياسية والنضالية"٬ مبرزا أن أفضل تعبير عن الوفاء له ولكافة المقاومين بالمنطقة المغاربية هو مجابهة مخططات الانفصال والتجزئة ووضع الاتحاد المغاربي على السكة بما يمكن من رفع التحديات المطروحة على شعوبه. بدوره٬ أشاد مصطفى الكثيري مندوب قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬ بالمسار النضالي للفقيد الذي "كان أحد العقول المدبرة لتمويل وتموين الثورة الجزائرية"٬ مشددا على ضرورة مواصلة العمل الحثيث والدؤوب لبلورة البناء المغاربي الذي ظل الراحل متشبثا بإعلاء صروحه. من جانبه٬ أبرز الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالجزائر سعيد عبادو٬ الحاجة الملحة لاستلهام الأجيال المغاربية الحاضرة والمقبلة من مسار الفقيد الحافل بالتحديات الجسيمة٬ مؤكدا في نفس الآن "عزمنا الراسخ وإرادتنا الصادقة على ترسيخ جسور التعاون والتكامل بين بلدينا الشقيقين٬ وتحقيق طموحنا إلى بناء اتحاد مغاربي فاعل ومؤثر" على الساحة الدولية. وفي السياق ذاته٬ أكد أصدقاء الفقيد في كلمة تليت بالمناسبة٬ أن نشاط الراحل أحمد بن بلة لم يقتصر على العمل النضالي الميداني وإنما تجاوزه ليشمل بعدا حضاريا يتمثل في التأكيد على الوحدة المغاربية التي كان يعتقد أنها "طبيعية وحتمية"٬ معربين عن أملهم في أن يكون الفقيد رمزا للأجيال المقبلة لتتمكن من تجسيد هذه الوحدة الذي كان يطمح إليها هو ورفاقه. وكان فتح الله ولعلو رئيس مجلس مدينة الرباط٬ الذي أشرف على تنشيط هذا المهرجان٬ أكد في بداية هذا اللقاء أن الاحتفاء بالراحل أحمد بن بلة بالمغرب يعد بمثابة "مبادرة وفاء لمرجع ورمز من رموز التحرير في المغرب العربي"٬ مؤكدا ضرورة مواصلة طريق الوطنيين المغاربيين السابقين من خلال "الدفاع عن الذات المغاربية وتجاوز شروط التفرقة والتجزئة". حضر هذا المهرجان الذي تميز بعرض برنامج شريط وثائقي يتطرق لأبرز المحطات النضالية في مسار الراحل ٬ على الخصوص عدد من الشخصيات الوطنية والدبلوماسية المغاربية وقادة الأحزاب السياسية والهيئات النقابية والحقوقية ورجال المقاومة وجيش التحرير ووفد جزائري وأفراد عائلة الفقيد. *تعليق الصورة: المشاركون في حفل تكريم الراحل أحمد بنبلة