شهدت الأيام الماضية تساقطات مطرية مهمة، مما وضع حدًا لحالة الاستياء التي عمت أوساط فلاحي الغرب، الذين عانوا من فترة جفاف قاسية لم يعتادوها، بسبب تأخر سقوط الأمطار. وتأتي هذه التساقطات لتعيد الأمل مجددًا بإنقاذ الزراعات الخريفية المسقية، وإنعاش الزراعات الربيعية التعويضية مثل القطاني وعباد الشمس، التي حلت محل الزراعات الخريفية المتضررة. كما ساهمت في تحسين مستويات المياه الجوفية والسدود، إلى جانب توفير الكلأ والعشب للماشية. وفي هذا السياق، صرح حاتم برقية، وهو فلاح ومربي ماشية، لجريدة "العلم"، بأن الجفاف أثر بشكل ملحوظ على الفرشة المائية في منطقة الغرب، حيث ارتفعت نسبة ملوحة المياه الجوفية، مما جعلها غير صالحة للشرب أو الري. وأضاف أن شح الأمطار أدى إلى ارتفاع أسعار الماشية والخضروات والفواكه والحبوب والقطاني، كما تراجعت الواردات المائية في السدود بنسب متفاوتة، مما أثر على بعض السلاسل الفلاحية، خاصة زراعة الأرز، التي شهدت نقصًا حادًا في السوق الداخلي. وأعرب عن تفاؤله بأن التساقطات الأخيرة ستعيد الحياة للقطاع الفلاحي في المنطقة.
من جانبه، عبر يوسف الصغير، العضو في تعاونية فلاحية لزراعة الأرز، عن ارتياحه لما شهدته المنطقة من تساقطات مطرية مهمة، مؤكداً أنها ستوفر الكلأ للماشية والغذاء للمواطنين. كما أعرب عن أمله في عودة زراعة الأرز خلال الموسم المقبل، باعتبارها مصدر رزق لفئة عريضة من المزارعين المنتظمين في تعاونيات الإصلاح الزراعي.
أما رضوان الدحيلي، المستشار الجماعي، فقد اعتبر أن تأخر الأمطار أثر بشكل مباشر على زراعة الحبوب والقطاني، بل حتى على الحياة اليومية للسكان، حيث انخفض منسوب المياه الصالحة للشرب، مما دفع البعض إلى التفكير في الهجرة إلى المدن بحثًا عن أنشطة بديلة، مثل التجارة. لكنه أضاف أن الأمطار الأخيرة أعادت الحياة إلى الفرشة المائية، وأحيت آمال الفلاحين في موسم فلاحي جيد.