أجمع المتدخلون في لقاء نظم مساء أمس الإثنين بالرباط إحياء للذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم المهدي بنونة على أن الفقيد كان رجلا وطنيا صادقا وإعلاميا مقتدرا وعلما من أعلام الوطنية الحقة . ونوه المشاركون في هذا اللقاء ، الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعائلة الفقيد، بالخصال الإنسانية والمهنية للراحل المهدي بنونة الذي كان "رمزا من رموز المقاومة وكرس حياته للنضال الوطني بمفهومه الواسع". وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ،السيد مصطفى الكثيري ، في كلمة خلال هذا اللقاء ، أن المهدي بنونة يعتبر " معلمة مضيئة في مسارات الكفاح الوطني والتفاني في الذود عن حمى الوطن وحياضه والدفاع عن مقوماته ومقدساته". واستعرض السيد الكثيري أبرز محطات مسار الأستاذ المهدي بنونة، وأشاد بجهود الراحل ومشاركته الوازنة في مضمار صيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بها ، مشيرا في هذا الإطار إلى إسهامه القيم في الجزء الأول من موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب . وأبرز أن الاحتفاء بأربعينية الفقيد يأتي تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى استحضار ذكرى جميع المقاومين والتذكير بما بذلوا من تضحيات كبيرة ، مؤكدا في هذا الإطار حرص المندوبية الكبير على التعريف بهذا "المؤرخ والكاتب الوطني الكبير" وبإسهاماته وعطاءاته الغزيرة. ومن جهته، أكد المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء السيد علي بوزردة، في كلمة تليت بالنيابة عنه ، أن الراحل كان "رائدا من رواد الإعلام بوطننا العزيز، وإحدى الشخصيات الوطنية الفذة التي طبعت تاريخ الإعلام المغربي بعطائها ونضالها". وقال السيد بوزردة ، في هذه الكلمة التي تلاها المدير العام المساعد بالوكالة السيد محمد أنيس ، إن "هذه الشخصية الإعلامية المرموقة على الصعيدين الوطني والدولي، ساهمت بقدر كبير في تنمية قطاع الإعلام والاتصال من خلال إنشاء وكالة المغرب العربي للأنباء غداة الاستقلال (... ) والتي كانت أول وكالة من نوعها في المحيط المغاربي بل في المحيط العربي والإفريقي، وظلت الإنجاز المهني الأكبر، والأكثر التصاقا بمسيرة الراحل الإعلامية". وأضاف أنه لا شك أن "أستاذنا الكبير كان يشعر دائما بالفخر بهذه المؤسسة التي رأت النور على يديه وأصبحت تتبوأ المكانة اللائقة بها سواء داخل المغرب وخارجه" وهو الذي ما فتئ يردد أن "تأسيسه لوكالة المغرب العربي للأنباء كان نابعا من الروح الوطنية التي كان متشبعا بها". وأكد السيد بوزردة أن الراحل المهدي بنونة "أدى الأمانة وكان في مستوى التحدي والوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه" ، مشددا على أن وكالة المغرب العربي للأنباء التي صارت اليوم "شريكا أساسيا يحظى باحترام جميع أجهزة الإعلام الوطنية والدولية" ستظل "معتزة بعطائه وفخورة بما أسداه لها من أعمال وإنجازات". ومن جهته، قال سفير فلسطين بالرباط، السيد أحمد صبح، إن المهدي بنونة كان من "المغاربة الذين حملوا رسالتهم إلى فلسطين وحملوا رسالة فلسطين إلى المغرب ليرسخوا علاقة أبدية بين الشعبين من أجل هدف مشترك". وأكد أن الراحل "سكنته فلسطين" ، وقال إن "رسالتنا اليوم تتمثل في أن نستمر في حمل الأهداف والقيم نفسها، بالروح والمواظبة نفسها من أجل أن ننهي الاحتلال ، ليستطيع شعبنا العربي الفلسطيني أن يمارس حقه الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة في دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف". ومن جانبه، أكد رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ، الأستاذ محمد بنجلون أندلسي ، أن الراحل المهدي بنونة كان " فلسطينيا حتى النخاع، وظل يشكل انعكاسا لصوت فلسطين إلى أن توفاه الأجل المحتوم". وأشادت باقي المداخلات بالخصال الإنسانية والمهنية للراحل المهدي بنونة، ومن أبرزها على الخصوص، تواضعه وبعد نظره وتفانيه في خدمة وطنه، منوهة برصيده النضالي المهم، وانخراطه في التعبئة لمواجهة الاستعمار، وكذا بالمهام الإنسانية النبيلة التي اضطلع بها اعتباره كان نائبا لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة مليكة، رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي. وفي كلمة باسم عائلة الفقيد، نوه السيد أبو بكر بنونة بمبادرة تنظيم هذا اللقاء متوجها بالشكر إلى كل من قدم تعازيه لأسرته، وعلى رأسهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس " على ما أسبغه من عطف مولولي وحدب أبوي شمل عائلة الراحل التي يشرفها أن تتقدم لجلالته بأصدق آيات الإكبار وأعمق عبارات الإجلال وأبلغ مشاعر الامتنان للرعاية الكريمة التي أحاط بها أفراد الأسرة مواساةً ومشاطرةً نبيلتين من جلالته لهم مما كان له أعمق الأثر في نفوسهم وخفف من وقع الرزء البالغ الذي حل بهم". وكان الوزير والسفير السابق السيد العربي المساري، قد تلا في بداية هذا اللقاء رسالة التعزية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى أفراد أسرة المرحوم الذي انتقل إلى عفو الله يوم 23 مارس الماضي ، عن عمر يناهز 92 عاما، والتي عبر فيها جلالته لأرملة الفقيد ورفيقة عمره الحاجة خديجة السلاوي، ولأبنائه ، ولكافة ذويه وأصدقائه ومحبيه، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مواساته، في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه. حضر هذا اللقاء العديد من رجال السياسة والثقافة وفعاليات المجتمع المدني وعدد من أفراد عائلة الفقيد.