استحضر رفاق ومجايلو ومقدرو أعمال وآثار ومكانة الراحل الحاج عثمان جوريو أحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال في أربعينيته التي أحيتها يوم الأربعاء بالرباط المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير خصال هذه الشخصية الفذة في كل تجلياتها وتجسيداتها . وأجمع المشاركون في الأربعينية التي تميزت بحضور الاستاذ عباس الفاسي الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال وعدد كبير من الشخصيات السياسية والفكرية والعلمية والأدبية على أن عثمان جوريو «كان وطنيا غيورا ومناضلا جسورا ومربيا مقتدرا تفانى في خدمة وطنه وملكه». وقال المجاهد أبو بكر القادري في هذا الصدد عن الراحل إنه كان رائدا من الرواد وصادقا من زمرة الصادقين ومعلما من أفاضل المعلمين ووطنيا من أشرف الوطنيين وعالما من العلماء العاملين وليس من العلماء المدعين . وذكر الأستاذ القادري ببعض المناقب التي كان يتحلى بها الراحل ك «التواضع الجم» مشيرا إلى أن الراحل «نهل العلم من علماء مغاربة أفذاذ كشيخ المحدثين أبي شعيب الدكالي». من جانبه استعرض المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري المناقب العديدة التي كان يتميز بها الراحل عثمان جوريو مذكرا بتزامن إحياء أربعينيته بالاحتفال بالذكرى ال66 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. أما رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة السيد عبد الكريم بناني فأعلن أن الجمعية قررت إحداث مؤسسة تحمل اسم «مؤسسة عثمان جوريو للدراسات التربوية والثقافية» داعيا في الوقت ذاته إلى إطلاق اسم هذا الوطني الفذ على مؤسسات تربوية وشوارع بمدينة الرباط. وقاربت جل التدخلات الأخرى جزءا من شخصية الراحل من واجهات متعددة منها الفنية والأدبية «الشعر خصوصا» والرياضية والعلمية والجمعوية «تأسيس جمعية الطفولة الشغيلة على سبيل المثال «كما تناولت المداخلات جانبا من شخصيته ك«عميد المربين» خاصة من خلال إشرافه على تسيير مدارس محمد الخامس بالرباط . من جانب آخر وصفت كريمة الفقيد في كلمة بالمناسبة الأربعينية ب«الموقف الرهيب» خاصة أنها تفقد في عثمان جوريو «الأبوة المسؤولة» مذكرة الحاضرين بأن والدها كان متفتحا على العالم كله حتى يخيل للمرء أنه من «كل النفوس مركب» كما أنه رجل التوافقات . وتليت بالمناسبة قصيدتا رثاء للفقيد تلا الأولى السيد رشيد الحلو نيابة عن شقيقه المقيم بكندا تحت عنوان «دمعة على عثمان» وتلت الثانية زينب بوتة الأستاذة بمدارس محمد الخامس تحت عنوان «شارة وفاء».